أكد عبدالإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في ندوة صحافية نظمها أول من أمس، في الرباط أن حزبه لن يصمت إزاء ما يخطط له حزب فؤاد عالي الهمة، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وأنه سيشرع في مسلسل كشف ملفات الفساد الكبيرة وفضح المتورطين فيها . وجاءت هذه التصريحات النارية لبنكيران بعد اعتقال جامع المعتصم نائب رئيس مجلس سلا وعضو الأمانة العامة للحزب برفقة 15 آخرين في ملف يتعلق بالتدبير العقاري والرشا في مدينة سلا المجاورة للرباط، بينما بوشرت الإجراءات القانونية لرفع الحصانة البرلمانية على عمدة المدنية نور الدين لزرق تمهيدا لمتابعته . واعتبر بنكيران أن اعتقال عضوه القيادي استهداف للشرفاء في المغرب، ويدخل ضمن أجندة سياسية معروفة، مؤكداً أن محاكمة المعتصم هي محاكمة ل”رمز من رموز الإصلاح” بالمدينة، ودعا إلى تحقيق العدالة في هذا الملف . من جهة أخرى، رفضت وزارة العدل في بيان لها ما ذهب إليه بنكيران في ندوته الصحافية، وأكدت أنه لا ينبغي التأثير في استقلال القضاء، واستغربت “استخدام وسائل الإعلام والبلاغات السياسية في قضية جنائية عادية معروضة على القضاء”، معتبرة ذلك نوعا من التأثير في العدالة . وأصدر مكتب مجلس النواب بلاغا، يؤكد فيه رفضه لاحتجاج فريق العدالة والتنمية في جلسة الأربعاء المخصصة للأسئلة الشفوية، مؤكداً أنها ممارسات “غير مقبولة في دولة الحق والقانون وذات حمولة تستهدف الضغط على القضاء في قضايا تهم الشأن المحلي” . وأشار وزير العلاقات مع البرلمان إدريس لشكر إلى “تحول المؤسسة التشريعية، التي يلجأ إليها كافة المواطنين، إلى مصدر للاحتجاج سيفقدها مصداقيتها” . واظهر الوزير أنه من المبادئ الأساسية المنصوص عليها في الدستور استقلالية السلط، معتبراً في هذا الصدد أن قيام القاضي الموكول له أمر التحقيق أمس مع مجموعة من المواطنين بمهمته تحت ضغط صورة منقولة على الهواء عبر التلفزيون لمجموعة نيابية تحتج على قيامه بمهمته، “تدخلاً في شؤون القضاء وضرباً لاستقلاليته” .