اقتحمت مجموعة من نساء حي أگماض التابع ترابيا لبلدية گلميمة، صباح يومه الإثنين 13 دجنبر 2010 مقر هذه الأخيرة بعد مسيرة نظمنها من الحي المذكور في اتجاه مقر البلدية مرورا بشارع الحسن الثاني، حاملات لأعلام المملكة المغربية وهن يهتفن بحياة ملك البلاد ويرفعن شعارات تندد بالتهميش والإهمال الذين طالا حيهن. النساء المحتجات رفعن ملفا مطلبيا، رغم أميتهن وأسلوبهن البسيط في التعبير عن مطالبهن ومطالب أبنائهن وأزواجهن وباقي سكان حي أگماض، وتقدمن بملفهن لرئيس المجلس البلدي الذي طالب المحتجات بتكوين لجنة حوار، يستقبلهن بمعية السيد باشا المدينة، في حين طالب الأخريات بمغادرة مقر البلدية في انتظار ما ستسفر عنه جلسة الحوار. مطالب المحتجات بسيطة، قد يعتبر البعض مجرد المطالبة بها إهانة لمسؤولي المدينة الذين لم يوفروا لساكنة هذا الحي ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها، مما اضطر هؤلاء النسوة إلى التعبير عن تضررهن جراء كل هذا الإهمال بهذا الشكل النضالي رغم بساطته. المطالب لا تتعدى توفير إنارة عمومية تكفي أسر التلاميذ مؤونة انتظارهم بعد كل يوم دراسي في أماكن بعيدة عن مقار سكناهم مخافة أي ضرر يصيب فلذات كبدهم، وتوفير الماء الصالح للشرب الذي تقطع قنواته الحي المذكور جيئة وذهابا دون أن يستفيد سكان الحي منه، في الوقت الذي يضطرون فيه لدفع ثمن مياه الصنبور العمومي المنصوب داخل الحي. كما طالبت النسوة المحتجات بتزفيت الطريق المؤدية للحي للاستفادة من خدمات سيارات النقل العمومي التي يرفض أصحابها حاليا التوجه إلى حي أگماض لانعدام الطريق السالكة إليه، كما عبرن عن امتعاضهن لعدم استفادتهن من خدمات سيارة الإسعاف، خصوصا وأنه لم تمض إلا يومان فقط عن حادثة نقل امرأة حامل في حالة الوضع إلى المستشفى على متن عربة تقليدية. لابد أن كل من يحمل في ثناياه ضميرا إنسانيا سيشعر بأسف حقيقي حيال ملف مطلبي كان من المفروض أن يملأ بمطالب أكبر بما أن كل المطالب المدرجة فيه اليوم تعتبر من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء في الحياة اليومية لسكان أي حي أو مدينة على كامل التراب الوطني لمغربنا الحبيب. جلسة الحوار لم تدم أكثر من عشر دقائق لتغادر النساء المحتجات مقر البلدية مستبشرات بوعود رئيس المجلس البلدي الذي وعد بتحقيق كل المطالب بدءا بالإنارة العمومية التي وعد بإصلاحها في نفس اليوم. بساطة النساء المحتجات جعلت الفرحة بوعود المجلس البلدي تشجعهن على التوجه نحو حيهن مرددات لنفس الشعارات ويبقى السؤال معلقا.. هل ستعرف مشاكلهن الطريق إلى الحل؟؟؟ ربما...