وأكدت مصادر "المغربية" أن النساء الحوامل بالمنطقة يتملكهن الخوف من تكرار مأساة السنوات الماضية، إذ كلما جاءهن المخاض، يضطررن لقطع مسافة حوالي 30 كيلومترا، للوصول إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة، وبسبب التساقطات الثلجية الكثيفة يتعذر عليهن الوصول إلى المستشفى، فيعانين مشاكل كثيرة أثناء الولادة، مثل النزيف الحاد والدخول في غيبوبة. وأضافت المصادر أن المركز الصحي الوحيد في مركز أيت احنيني، الذي يوجد به 435 منزلا (حوالي 4 آلاف نسمة) يتوفر على مركز صحي يبعد عن الدواوير المجاورة بمسافة 20 كيلومترا، ويتوفر فقط على ممرض رئيسي، ولا يستفيد المرضى من الأدوية. وأفادت المصادر أن سكان الدواوير التابعة لأيت احنيني لم يتمكنوا من الذهاب إلى المستشفيات العسكرية، التي نصبت في دواوير أنفكو وأكديم، بسبب بعد المسافة، إذ يتطلب منهم التنقل لقطع مسافة 135 كيلومترا، إضافة إلى وعورة المسالك. يشار إلى أن سكان أيت احنيني ظلوا، السنة الماضية، محاصرين بسبب الثلوج على مدى ثلاثة أشهر، ما أسفر عن انهيار منازل ونفوق رؤوس أغنام ودواجن، وعانت النساء الحوامل مشاكل كثيرة بسبب بعد المستشفى، وعدم توفر سيارة الإسعاف، اضطر عدد من السكان إلى نقل امرأة على أكتافهم، صارعت المخاض مدة أربع ساعات في المنزل، بعد أن تبين أن حالتها تتطلب إجراء عملية قيصرية، ثم استعانوا بجرار لنقلها إلى جماعة سيدي يحيى أوسعد، حيث انتظرتهم سيارة الإسعاف. واستغرق نقل الحامل بالجرار أزيد من خمس ساعات. ويطالب سكان أيت احنيني، خاصة النساء، بمساعدتهن من أجل الولادة في ظروف جيدة أو بناء دار للولادة قرب الدواوير، حفاظا على حياة أطفالهن، الذين يولدون في ظروف صعبة جدا.