عادت المجموعة الفرنسية «كنال +» مجدداً تتلمس طريقها في السوق المغربية ببطء، ولكن بثقة هذه المرة، وذلك منذ آخر تجربة فشل مرّ عليها حتى الآن أكثر من ثماني سنوات. فقبل نحو شهرين، كان الأمل لا يزال يراود المشاهدين المغاربة بمعاودة التقاط الباقة الفرنسية، بطريق البطاقات المقرصنة على يد خبراء فك الرموز المتمركزين في الدارالبيضاء، والاستمتاع مجاناً بقنوات تتنوع بين الرياضية والسينمائية والإخبارية. هذه المرة، قامت المجموعة الرائدة في التلفزيون في فرنسا بالتشويش تماماً على رموز «تي بي أس» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، استعداداً لإطلاق عرضها الجديد بتقنية استقبال جديدة غير «تي بي أس» التي تسهل قرصنتها. وأعلنت الباقة في 21 كانون الثاني (يناير) الماضي في باريس عن بدء تسويقها في المنطقة المغاربية (الجزائر أولاً، ثم المغرب وتونس)، حيث الرهان على أكثر من 45 مليون مشاهد فرنكوفوني. وللتحكم في البث المشفر بفاعلية أكبر وردع القرصنة، اعتمدت «كنال +» على نظام تشفير مؤمن بفضل الجيل الأخير لتقنية فياكسيس (PC 4.0)، عبر بطاقات الدفع المسبق مدتها ستة أشهر، أو سنة، بمقابل شهري قدره 20 يورو، وباقة تتكون من 27 قناة تلفزيونية (قنوات كنال+ الموضوعاتية) و «فرانس 2»، و «فرانس3»، و «تي في بريزه»، و «إل سي إي»، و «بلانيت»، و «بلانيت تالاسا»، و «تيلي تون»، و «أنفوسبور»، و «كويزين تي في»...)، وغابت عن الباقة «تي إف1» و «إم 6»، لأنهما يعرضان برامج لا تملك المجموعة حقوق بثهما في منطقة شمال افريقيا. وأقامت المجموعة الفرنسية شراكة مع القمر العربي «عربسات» لتغطية المنطقة المغاربية، لأجل دفع المشاهد المغاربي نحو عادات استهلاك تلفزيونية جديدة، بناء على تقديرات بوجود طلب كبير على قنواتها المتنوعة. وتقول أول أرقام المجموعة إن 20 ألف بطاقة تم تسويقها في السوق المغاربية قبل الإعلان الرسمي عن الانطلاقة، وحالياً هناك ما يربو على خمسة ملايين منزل بدأت تلتقط الباقة الفرنسية، من أصل نحو 13 مليوناً. ولا شك في أن أغلب الطلب سجل بداية في صفوف الفنادق والنوادي الترفيهية والمقاهي التي تستقطب زبائنها بواسطة شاشات البلازما العريضة والقنوات التلفزيونية المقرصنة، وعلى رأسها «إي آر تي»، كما أن ارتفاع سعر البطاقة نصف السنوية أو السنوية بالنسبة الى الشرائح الواسعة المتوافرة على اللاقط المنزلي قد يؤخر تحقيق رهان المجموعة على رغم أنها تعتبر الأسعار مناسبة، ومعادلة لسعر خدمة الانترنت في المنطقة، علما أن الانترنت يتوغل بصعوبة في البلدان المغاربية لارتفاع سعره بالذات. وإلى جانب وجود جمهور فرانكوفوني عريض في المغرب وبقية الدول المغاربية، يعزى انتشار مجموعة «كنال +» إلى قنواتها المناسبة لنوعية المشاهدة في المنطقة، واحترام قنواتها السينمائية لثقافة المنطقة، وامتناعها عن عرض الأفلام الإباحية. وتحاول المجموعة الفرنسية تنويع برامجها الرياضية، لصنع التوازن إزاء غياب مقابلات البطولة الأوروبية وعصبة الأبطال المملوكة حقوقها لباقة «إي آر تي».