ذات يوم من أيام شهر يوليوز من سنة 2001 خرج هشام سنوسي المدير العام لفرع شركة «كنال بلوس أوريزون» بالمغرب ليعلن بصوت عال خلال ندوة صحفية أن «كنال بلوس أوريزون»، ستتوقف عن العمل بالمغرب بالنظر لتراجع أرباح هذه المؤسسة. كان السبب، بحسب هشام سنوسي آنذاك، هو إخفاق «كنال بلوس أوريزون»، ذات التمويل الفرنسي، في ربح الرهان الذي رفعه «قراصنة درب غلف» في وجه القناة، بالرغم من المجهودات التقنية التي قامت بها هذه الأخيرة، والمتعلقة بالأساس بالبحث وتجريب جميع التقنيات للتحايل على إمكانية فك شفرات برامجها. حينها تسبب «خبراء درب غلف» في تقليص عدد المنخرطين في باقة «كنال بلوس أوريزون» من 300 ألف منخرط إلى حوالي 30 ألفا بالكاد على امتداد المغرب. عدد لم يمكن حينها فرع الشركة بالمغرب من تغطية كل مصاريفه واسترجاع استثماراته. أما الآن، فها قد اقتحمت «كنال بلوس» من جديد، بعد الإذن طبعا من المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، منذ الأربعاء الماضي، سماء المغرب بتسويقها 27 قناة تلفزيونية، لتعلن بذلك رسميا ملأها «الفراغ» التلفزيوني، الذي سببه اختفاء الباقة الفرنسية (تي.بي.إس) عن أنظار المشاهدين المغاربة ومجموع مشاهدي منطقة شمال إفريقيا منذ شهر دجنبر من السنة الماضية. الأخبار التي يتم تداولها حاليا في دواليب المتتبعين للشأن الإعلامي المغربي، خاصة من السمعي البصري، تشير إلى أن «كنال أوفرسيس المغرب»، إحدى المؤسسات الإعلامية المتفرعة عن «كنال بلوس» المهتمة بالتنمية الدولية، ستقوم، على أبعد تقدير في الأسبوع الأخير من شهر أبريل الجاري بإطلاق «باقة كنال بلوس وتسويقها مغربيا، وذلك بعد أن تعقد «كنال أوفرسيس المغرب» ندوة صحافية، يوم غد الثلاثاء، لتقديم منتوجها الجديد، وخصوصياته وشبكة توزيعه. وكان المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري قد منح ل«كنال أوفرسيس المغرب» الإذن لتسويق باقة «كنال بلوس» ذات الولوج المشروط في المغرب، خلال جلسته المنعقدة في ال23 من مارس الماضي. ومقابل هذا الإذن، الذي يمتد العمل به لسنة واحدة قابلة للتجديد مرتين، دفعت «كنال أوفرسيس المغرب» مبلغ ستمائة وعشرين ألف درهم للهيئة العليا للاتصال السمعي لتسويق هذه الخدمة التي سيتلقاها المشاهد المغربي من خلال تسويق باقتها التلفزيونية عبر البث الفضائي من خلال القمر الصناعي العربي عربسات بدر6. المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري يعتبر هذه الخدمة جزءا لا يتجزأ ، وأي تعديل بغرض التقليص أو الزيادة في لائحة القنوات المقترحة من قبل الخدمة، يستلزم إذناً مسبقاً من المجلس. وحماية للمنخرطين، فإنه لكل منخرط الحق في استرجاع ما يعادل قيمة بطاقته، تناسبا مع الفترة المتبقية من صلاحيتها، في حال ما إذا عمد الموزع إلى القيام بتغيير جوهري في مكونات الباقة. من جانبها «كنال بلوس» سبق واعتبرت على لسان جان نويل ترونك، مدير عام «كنال أوفيرسيس»، مبادرتها تسويق هذه الباقة بمثابة انخراط في الانفتاح المباشر للباقة على مشاهدي البلدان الثلاثة (المغرب، الجزائروتونس) بعد فشل تجربة سابقة ل«كنال أوريزون». إلى جانب ما ستحمله باقة «كنال بلوس» من قنوات ستخلو إيضا من القنوات الرياضية، باعتبار أن منافسات وتظاهرات هذه الأخيرة في الوطن العربي هي حكر على شبكة راديو وتلفزيون العرب (إي. آر. تي) وشبكة الجزيرة الرياضية، واحتراما لخصوصية الشعب المغربي المسلم فلا مكان لقنوات تبث أفلاما إباحية. وللإشارة، في ما يتعلق بالأفلام الإباحية، نتذكر ما عاشته العديد من وسائل الإعلام الفرنسية خلال شهر يوليوز الماضي بعدما تناها لعلمها، عبر إذاعة «إر.تي .إل»، أن القناة الفرنسية المشفرة «كنال بلوس»، تلقت في يونيو الماضي رسالة تهديد من «إسلاميين» مجهولين. وكانت إذاعة «إر.تي .إل»، صاحبة السبق في الحصول على نص «الرسالة»، التي توصلت بها «كنال بلوس» أشارت إلى أن الرسالة تحمل تهديدات واضحة تطالب «كنال بلوس» بوقف بث أفلامها البورنوغرافية الموجهة للمشاهدين بمنطقة المغرب العربي والشرق الأوسط عبر القمر الصناعي «هوت بورد». وقدمت إذاعة «إر.تي .إل» حينها جزءا مما تضمنته إحدى الرسائل الالكترونية المجهولة التي وصلت «كنال بلوس» من قبل شخص مجهول قدم نفسه على أنه مسلم يقول فيها «إذا لم تتوقفوا عن بث أفلامكم البورنوغرافية في اتجاه الشرق الأوسط، سنعتدي جسديا على موظفيكم»، كما أنه، حسب إذاعة «إر.تي .إل»، هدد في رسالة إلكترونية أخرى بتفجير مقر قناة «كنال بلوس»، الذي يوجد جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس، إذا لم تتوقف عن بث فيلم إباحي السبت الأول من كل شهر. إلى جانب كل هذا احتد النقاش حول مدى تأثير الترخيص بالإذن من قبل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ل«كنال أوفرسيس المغرب» لتسويق باقة «كنال بلوس» على السوق التلفزيونية المغربية، ومدى منافستها للقنوات التلفزية المغربية على اعتبار أنها تقدم منتوجا يغري الطبقة المتوسطة بالنظر لثمنه الذي لن يتجاوز 250 درهما مع اشتراك لمدة سنة أو ستة أشهر لا يتجاوز 1500 درهم ، كما أنها ستجد سوقا أولية يتجاوز عددها 300 ألف منخرط، هذا في الوقت الذي تراهن فيه «الباقة» على 13 مليون عائلة مغاربية، استقطبت جزءا منها جزائريا بداية هذه السنة والآن المغاربة، في انتظار تونس. كما أن «الباقة» ستنافس العروض المغربية المنافسة مثل باقة ال«تي.إن.تي» التي تقدمها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، و «باقة» التلفزيون عبر الانترنيت، ومنتوج «إم. تي بوكس» لاتصالات المغرب، بالإضافة الى باقة «بيس. تي. في» المسوقة بشكل غير رسمي ب«الجوطيات». وتضم «كنال بلوس إيسانسيال»، «كنال بلوس فاميلي»، «كنال بلوس سينما»، «سيني سينما ستار»، «سيني سينما فريسون»، «فرانس 2 الدولية»، «فرانس 3 »، «فرانس 5»، «گيم وان»، «إم. تي.ڤي»، «إينرجي هيتس»، «تراس»، «إم. 6. ميوزيك هيتس»، «بلانيت»، «بلانيت تالاسا»، «إيستوار»، «أوشوايا»، «بيوي»، «تيلي تون»، «إل. سي. إي»، «إي. تيلي»، «أنفو سبور»، «أوإل. تي. ڤي»، «كويزين. تي.ڤي»، «جيروندان. تي.ڤي »، «أوإم. تي. ڤي»، و«تيجي». وكانت مؤسسة «كنال أوفرسيس المغرب» بعد توقيعها عقدا مع «كنال بلوس» لتسويق باقتها وكذا مؤسسة «عربسات»، التي تعد من أهم الممونين للخدمات والتوزيع التلفزيوني في الوطن العربي، قد تقدمت للمجلس الأعلى للاتصال السمعي بطلب لها في الثاني عشر من شهر يناير المنصرم لأجل الترخيص لها بتسويق باقة «كنال بلوس» ذات الولوج المشروط.