منها تطوان.. تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    في رمضان.. توقيف أربعة أشخاص بحوزتهم 2040 قرص مخدر وجرعات من الكوكايين    "شفت أمك بغا طول معنا".. جبرون: التلفزة تمرر عبارات وقيما مثيرة للاشمئزاز ولا تمثل أخلاق المغاربة    ضحايا "البوليساريو" يفضحون أمام مجلس حقوق الإنسان انتهاكات فظيعة في مخيمات تندوف    القمة العربية غير العادية .. السيد ناصر بوريطة يجري بالقاهرة مباحثات مع المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي بليبيا    ارتفاع التحويلات النقدية للمغاربة المقيمين بالخارج خلال يناير        القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة    المغرب يستهدف خلق 150 ألف فرصة عمل بقطاع السياحة بحلول عام 2030    الذهب يواصل مكاسبه مع إقبال عليه بفضل الرسوم الجمركية الأمريكية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    تقرير: كيف يحافظ المغرب على "صفر إرهاب" وسط إقليم مضطرب؟    وزارة الثقافة تطلق برنامج دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025    دراسة: البدانة ستطال ستة من كل عشرة بالغين بحلول العام 2050    15 قتيلا و2897 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    أحوال الطقس ليوم الأربعاء: برد وزخات مطرية في مناطق واسعة من البلاد    بلاغ حول انعقاد الدورة العادية لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    مصرع شخصين في اصطدام عنيف بين شاحنتين بطريق الخميس أنجرة بضواحي تطوان    كأس العرش 2023-2024 (قرعة).. مواجهات قوية وأخرى متكافئة في دور سدس العشر    الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي يدعو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الانضمام للمؤتمر الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية والكاريبي    ترامب يعلق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد أيام من مشادته مع زيلينسكي    القاهرة.. انطلاق أعمال القمة العربية غير العادية بمشاركة المغرب    أسعار اللحوم في المغرب.. انخفاض بنحو 30 درهما والناظور خارج التغطية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على أداء سلبي    وكالة بيت مال القدس تشرع في توزيع المساعدات الغذائية على مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقدس    بنك المغرب يحذر من أخبار مضللة ويعلن عن اتخاذ إجراءات قانونية    انتخاب المغرب نائبا لرئيس مجلس الوزارء الأفارقة المكلفين بالماء بشمال إفريقيا    التفوق الأمريكي وفرضية التخلي على الأوروبيين .. هل المغرب محقا في تفضيله الحليف الأمريكي؟    الضفة «الجائزة الكبرى» لنتنياهو    استئنافية مراكش ترفع عقوبة رئيس تنسيقية زلزال الحوز    "مرحبا يا رمضان" أنشودة دينية لحفيظ الدوزي    مسلسل معاوية التاريخي يترنح بين المنع والانتقاد خلال العرض الرمضاني    الركراكي يوجه دعوة إلى لاعب دينامو زغرب سامي مايي للانضمام إلى منتخب المغرب قبيل مباراتي النيجر وتنزانيا    ألباريس: العلاقات الجيدة بين المغرب وترامب لن تؤثر على وضعية سبتة ومليلية    القناة الثانية (2M) تتصدر نسب المشاهدة في أول أيام رمضان    الصين تكشف عن إجراءات مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على منتجاتها    جمع عام استثنائي لنادي مولودية وجدة في 20 مارس    فنربخشه يقرر تفعيل خيار شراء سفيان أمرابط    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    فينيسيوس: "مستقبلي رهن إشارة ريال مدريد.. وأحلم بالكرة الذهبية"    الزلزولي يعود إلى تدريبات ريال بيتيس    الإفراط في تناول السكر والملح يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان    دوري أبطال أوروبا .. برنامج ذهاب ثمن النهاية والقنوات الناقلة    فرنسا تفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المئات من الجزائريين    بطولة إسبانيا.. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول بسبب الأحوال الجوية    الفيدرالية المغربية لتسويق التمور تنفي استيراد منتجات من إسرائيل    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    كرنفال حكومي مستفز    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موحى ابن ساين: موجة جديدة تحمل مشعل الحركة الأمازيغية


تعتبر الحركة الأمازيغية علامة مميزة لمنطقة غريس،





وإذا كانت المنطقة قد لعبت دورا مهما في الصيرورة التاريخية للحركة فكثير من أبناء المنطقة لا يفهمون الكثير من خبايا وكواليس المسألة الأمازيغية، والشهادة لله ثم للتاريخ أنني أحد الجاهلين بها لأسباب أكثر من أن تحتويها صفحاتنا هذه، لذلك ارتأينا بموقع غريس أن نبحر قليلا في بحار الأمازيغية من خلال مقالات بعض الأساتذة الذين طبعوا الحركة الأمازيغية بإبداعاتهم، وحوارات مع بعض نشطاء الحركة كضيفنا اليوم السيد موحى ابن ساين
ورقة تعريفية بالسيد موحى ابن ساين:
موحى ابن ساين من مواليد قصر البرج الجديد بتاديغوست بتاريخ: 03-10-1980، أستاذ باحث، ناشط أمازيغي، يتابع دراساته العليا بكلية فاس سايس: مسلك الدراسات الأمازيغية، شاعر أمازيغي، منشط الحفلات والأعراس والمهرجانات، شارك في العديد من الملتقيات التي تعنى بالشعر الأمازيغي، آخر مشاركاته: بمناسبة اليوم العالمي للشعر بجمعية أسيد بمكناس، مهرجان الرشيدية، مهرجان تنجداد.
ما دمت باحثا في الثقافة الأمازيغية، هل هناك عمل أكاديمي يبحث في اللغة الأمازيغية وآدابها أم لا؟ وماذا عن تصريفه عبر مؤسسات الدولة وقنوات التواصل مع المجتمع؟
بالطبع فقد أنجزت المراكز السبع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية: )مركز التهيئة اللغوية، مركز البحث الديداكتيكي، مركز الدراسات الأدبية،مركز الدراسات الأنتربولوجية...( أعمالا غزيرة وغاية في الأهمية منذ انطلاقة أشغالها سنة 2003، لذا أصبحت هذه المؤسسة تشكل قطبا مرجعيا لا غنى عنه لفهم ما يجري في موضوع الأمازيغية لغة وثقافة وهوية. وإذا كانت بعض تلك الأعمال تعد إنجازات تأسيسية من الناحية التاريخية بحكم عدم وجودها من قبل، فإن السؤال المطروح هو سؤال تصريف الرصيد الأكاديمي عبر مؤسسات الدولة وقنوات التواصل مع المجتمع وهي محتكرة من طرف الحكومة كما هو معلوم، ولعل التعثر الذي يواجهه إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية لخير دليل على عدم وجود إرادة حكومية رغم وجود إرادة سياسية لأعلى سلطة بالبلاد للنهوض بالأمازيغية.
أسس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كهيئة استشارية أمازيغية تعنى بالشأن الأمازيغي، فإلى أي حد تقوم هذه المؤسسة بدورها؟ وهل قدمت شيئا للحركة الأمازيغية أم لا؟
يعتبر المعهد الحل المقترح من طرف الدولة لتسوية ملف ظل عالقا مدة كبيرة، لذا فهو مكسب يجب تحصينه ولا يجب تدميره. لكن الشأن الأمازيغي أكبر من "إيركام" وأكب من حزب وأكبر من حركة... ومن لم يقتنع بالمعهد فما عليه إلا أن يفتح جبهات أخرى للنضال والعمل... أما بالنسبة لدور هذه المؤسسة، فهي تقوم بدورين متكاملين: أكاديمي من جهة وتقوم به مراكز البحث، واستشاري سياسي .
من جهة أخرى ويقوم به المجلس الإداري، ففي المجال الأكاديمي قامت مراكز البحث بمجهودات جبارة لا يمكن إلا أن نصفق لها، في اللغة والتعليم، في الإعلام السمعي البصري والمكتوب، في البحث العلمي، في الانفتاح على المحيط، في الأنشطة الإشعاعية والنشر والتوثيق... –رغم النواقص التي تعتري بعضها- أما في المجال الاستشاري فقد تدخل المعهد لدى الدوائر العليا لتسوية بعض الخروقات التي تطال الأمازيغية في هذا القطاع أو ذاك، وتمكن من إنجاز عدد من الخطوات الهامة من قبيل: ما يتعلق بإقرار حرف تيفيناغ، ما يتعلق بمنع الأسماء الأمازيغية، ما يتعلق بدسترة الأمازيغية..
إلا أن الدور المنتظر أن تقوم به هذه المؤسسة لم يكن كاملا فاعترته بعض النواقص والإخفاقات نذكر منها على سبيل المثال لأن الوقت لا يسعفنا للتوسع في الموضوع: عدم انفتاحها على محيطها بشكل أفضل، فشلها في التعاون مع الخبراء والمبدعين والباحثين، انتهاجها لسياسة تقشفية غير مبررة علما أن تدبير الشأن الأمازيغي يحتاج إلى فائض الميزانية الذي تشهده المؤسسة عند انتهاء كل موسم..
وما لا يتجادل فيه اثنان أن هذه المؤسسة قدمت ولازالت تقدم الشيء الكثير للحركة الأمازيغية، بل أكثر من هذا أنها ملزمة، بحكم قوانينها، بتمويل أي مشروع يهدف إلى النهوض بالأمازيغية حتى ولو كان مقترحا من إطار مدني لا ينتمي لصفوف الحركة الأمازيغية.
بماذا ترد على من يقول بأن المعهد مؤسسة مخزنية لاحتواء الحركة الأمازيغية وتدجين مناضليها؟
لنكن واقعيين ولنحتكم للعقل، كما قلت آنفا فالمعهد مكسب يجب تحصينه ولا يجب أن نجعل هدفنا عرقلته بطعنه بانتقادات مسمومة هدامة، من لم يقبل به فليبحث لنفسه عن مكان آخر للنضال والعمل... كم من طاقة أهدرت، وكم من مجهودات استنزفت بنهج سياسة المقعد الفارغ، والسباحة عكس التيار، فقد آن الأوان لنعمل داخل بنيات "structures" النظام ونقبل بقوانين اللعب حتى نتقوى، وآنذاك نفرض آراءنا بتخلصنا من جيوب المقاومة، أما أن ننتظر حتى تتحقق جميع مطالب الحركة الأمازيغية من دسترة وتوزيع للسلطة فهذا هدر للوقت.. أما القول بتدجين المناضلين الأمازيغ ونسف مجهودات الحركة الأمازيغية واحتوائها باستقطاب نشطاء ومناضلين لصفوف المعهد فهذا أمر مبالغ فيه نوعا ما وفيه إهانة غير مبررة لمناضلي الحركة.
كما أن موقف النخبة الأمازيغية قد اتسم بواقعية سياسية وبنزوع براغماتي واضح، كان وراءها إحساس مأساوي بتأخر نصف قرن عن قطار التنمية، مما دفع بها إلى قبول الانخراط في مسلسل "المصالحة" طبقا لمنطق "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" وعدم المجازفة بمقاطعة المؤسسة التي اقترحها النظام.
عرفت القناة الأمازيغية مخاضا عسيرا قبل أن ترى النور، وشكك الكثيرون في قدرتها على خدمة الأمازيغية بالشكل الصحيح، فكيف ترى هذا المولود الجديد؟ وإلى أي حد يمكنها المساهمة في تطوير آليات اشتغال الحركة الأمازيغية؟
من المبكر جدا أن نحكم على قناة لم تطفئ شمعتها الأولى بعد، نعم هناك عثرات، لكن في نظري لا يمكنني إلا أن أسجلها في خانة عثرات البدايات، بعد ذلك المخاض الذي عاشته ولادة هذه القناة لا يسعني إلا أن أقول: نتمنى أن يكون هذا المولود الجديد مباركا سعيدا... وما سجلته بخصوص هذه القناة من خلال استجواب قامت به جريدة العالم الأمازيغي وكذا مجلة نيشان مع مديرها محمد مماد الذي قال: "أن الطاقم العامل بالقناة" لم تكن له يد في اختياره بل فرض عليه ووجده معينا قبله، ألا تفوح من هنا رائحة عجز القناة عن خدمة الأمازيغية لغة وهوية وثقافة. ورغم أن المدير من الجنوب الشرقي إلا أنني ألاحظ غياب أو تغييب الجنوب الشرقي سواء في العاملين هناك أو في البرامج المقدمة... لست أدري لماذا؟ هنا أدعو جميع فعاليات الجنوب الشرقي إلى تشكيل لجنة للدفاع عن حقنا في هذه القناة.
قرأنا في ورقتك التعريفية أنك شاعر، ومع أنه يصعب الحديث عن الشعر الأمازيغي في حوار كحوارنا هذا، إلا أنني أتمنى شخصيا أن تحدثنا ولو بعجالة عنه، وعن أصنافه، وعن كل ما يمكنه كشف بعض الغموض عن هذا الشكل الإبداعي عند الأمازيغ.
الشعر بصفة عامة هو الغذاء الروحي والوجداني لدى جميع الشعوب وهو أرقى صور التعبير، إذ ظل ملازما للإنسان منذ أقدم العصور، ويعتبر الشعر الأمازيغي رافدا مهما من روافد الأدب الأمازيغي، والشاعر الأمازيغي "بالجنوب الشرقي" يحظى بمكانة خاصة حيث يلقبونه "بالشيخ"، كما يرون فيه واعظا، ومرشدا، ومصلحا، وقناة لتمرير مواقفهم للنظام، فحرص أن يكون أهلا بهذه المكانة. وأنماط الشعر الأمازيغي متعددة تختلف من منطقة لأخرى: ففي الأطلس المتوسط هناك: تماوايت، إزلان، تغونوين، أزداي، تيفارت، أفرادي. أما عندنا بالجنوب الشرقي فهناك: إزلي، تاگوري، تاگزومت، تمديازت، تيمنادين، أسفرا. وتزخر منطقة غريس والجنوب الشرقي عموما بشعراء وشاعرات كالمرحومين ساكو والباز وعمر أمحفوض أطال الله في عمره وأوباس وروس وأگوجيل وأهاشم وتعتمانت والمرحومة تامازالت وآخرون... إلا أنهم عانوا من التهميش والإقصاء ولازالوا.
ماهي المواضيع التي تتطرق لها عادة في كتاباتك الشعرية؟ وما هي المحددات التي تحدد موضوع اشتغالك؟
من الأغراض الشعرية التي أتناولها في قصائدي: الهوية، الفخر، الارتباط بالأرض، الهجرة، الحب، الرثاء، وأحرص في قصائدي على معانقة القضايا الإنسانية الكونية، لكي تعطى لها قيمة فنية وإنسانية معا.
لنتحدث قليلا عن الثقافة الأمازيغية بالمنطقة، في نظرك ماذا حققت الحركة الأمازيغية بالمنطقة ؟ وكيف ساهمت المنطقة في الحركة الأمازيغية؟
شئنا أم أبينا وبدون لي لعنق التاريخ فالجنوب الشرقي يعتبر رئة الحركة الأمازيغية، فقد استطاعت هذه الأخيرة أن تخلق وعيا بالقضية الأمازيغية بالمنطقة، وتغرس قيم الأمازيغي الحر، وقد كان لاعتقال نشطاء الحركة بالمنطقة الذين رفعوا خلال تظاهرة فاتح ماي 1994 شعارات داعية إلى دسترة الأمازيغية كلغة رسمية وإدراجها في التعليم والإعلام وكافة القطاعات وقد شكلت محاكمتهم حدثا كان له أثر إيجابي على تطور القضية الأمازيغية بالمغرب بعد أن أصبح لها معتقلوها السياسيون، مما ينذر بخطورة الوضع، مما حذا بالملك الحسن الثاني إلى التدخل لوضع حد لتداعيات الحدث بالإفراج عن المعتقلين وتوجيه أول خطاب إلى الشعب حول ما أسماه آنذاك "باللهجات"، وقد أدى ذلك إلى تصعيد النضال الجمعوي حيث استطاعت مجموعة من الفعاليات بتاديغوست وگلميمة وبني دجيت وبومالن وتنغير و... من إعطاء بعد دولي للقضية واستطاعت جمعية غريس قبل أن يتغير اسمها إلى "تيللي"، أن تلعب دورا في كسر أكبر طابوهات المغرب المعاصر باستعمال كلمة "أمازيغية" بدلا من الثقافة الشعبية...
والجدير بالذكر كذلك أن للحركة الأمازيغية بالمنطقة دور في اكتساب مجموعة من المناضلين لتجربة هامة في النضال والعمل في المسألة الأمازيغية، كما ساهمت كذلك في ميلاد مجموعة من الفرق الموسيقية "كصاغرو باند" و"إمنزا" التي تحمل هم الدفاع عن الأمازيغية لغة وهوية وثقافة.
لكن للأسف نعاني دائما من نكران الجميل من طرف إخوتنا بالجنوب والأطلس المتوسط والريف، ولكي أضعكم أمام صورة واضحة فالأمازيغ في المغرب مثل الجمل يشكل فيه الجنوب الشرقي الفم الذي يأكل الشوك لينتفع به باقي أعضاء الجسد المتمثلة في الجنوب والأطلس المتوسط والريف... فتصور معي كيف أننا لحد الآن لا نملك تسمية تميزنا ولا زلنا ندرج مع أمازيغ الوسط وهذا غير معقول وغير مقبول.
بالحديث عن الحركة الأمازيغية متى وكيف كانت بداية اشتغالك بهذا الحقل ؟ وهل كانت البداية هنا بالمنطقة أم خارجها ؟
يمكنني أن أقول أن الهم الأمازيغي حملته منذ أن كنت يافعا عبر بوابة "أحيدوس" فأنا أتنفس الأمازيغية منذ ذلك الحين، وتعتبر الساحة الجامعية امتدادا لهذا النضال، مع أن الاعتقاد بعدم وجود حركة ثقافية أمازيغية خارج أسوار الجامعة خطأ شائع.
ماهي التيارات المكونة للحركة الأمازيغية بمنطقة غريس؟ وهل هناك وحدة وتكامل بين هذه التيارات أم هناك توتر بينها؟
يوجد بالمنطقة تياران: تيار راديكالي لا يقبل العمل داخل مؤسسات الدولة وبنياتها ولم يقتنع بعد بالانخراط في العمل داخلها مبررا ذلك بعد وجود تعاقد سياسي واضح مع الدولة وعدم وجود حماية دستورية للأمازيغية دون أن يعي أنه أهدر الوقت بما يكفي.
وتيار إصلاحي قبل العمل ضمن مؤسسات الدولة بوعيه بالتأخر الحاصل وعمله بمنطق "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" حيث نسجل نشاط فعاليات هذا التيار بإصدارهم مجموعة من الأعمال القيمة التي تعد مرجعا أساسيا لطلبة المنطقة في بحوثهم الجامعية، ومشاركتهم في العديد من الملتقيات الأدبية والفنية نفضت الغبار عن التراث الشفهي للمنطقة، ولا يمكنني إلا أن أتأسف من بعض الممارسات اللامسؤولة لفعاليات التيار الأول التي ترمي إلى التبخيس من قيمة عمل التيار الثاني والطعن فيه بتوجيه رسائل مجهولة إلى المعهد ووزارة الثقافة وجهات أخرى من أجل عرقلة الأنشطة التي تقوم بها هذه الفئة من المناضلين.
ما رأيك في الجمعيات الأمازيغية التي خلقت صداقات مع الجمعيات الإسرائيلية ؟
إذا كان الأمر يتعلق بصداقة مع اليهود المغاربة فالمسألة جد طبيعية، أما إذا كان الأمر يتعلق بصداقة مع جمعيات يهودية تتبنى الفكر الصهيوني فالمسألة فيها نظر، وهنا أود أن أوجه لكم سؤالا آخر: ما رأيك في الجمعية المغربية الأمازيغية لدعم الكفاح الفلسطيني؟
هل ترى إقحام الحركة الأمازيغية في حزب سياسي يخدم مصالح الحركة ويدفعها للأمام أم العكس؟ وهل يمكن اعتبار الحزب السياسي إضافة نوعية للحركة الأمازيغية أم العكس؟
في نظري ماهو ثقافي أصبح اليوم غير كاف، فيجب أن نعترف أن المدخل السياسي هو المدخل الأساسي لأي إصلاح، حيث يجب على الحركة الأمازيغية أن تلتف حول حزب سياسي لضمان التمثيلية السياسية للأمازيغ في المؤسسات والمشاركة في الحياة السياسية بالعمل السياسي المباشر واليومي، عبر السعي إلى السلطة بالطرق المتعارف عليها في الديمقراطيات العصرية، من أجل تغيير سياسة الدولة من داخل المؤسسات كالبرلمان والعمل الحكومي والجماعات المحلية، وفي حالة ما إذا لم يتيسر ذلك العمل كقوة سياسية معارضة.
لابد أن المتتبع للحركة الأمازيغية سيتساءل بعد تراكم كل هذه السنوات من الاشتغال عن النتائج التي وصلت إليها الحركة وهل هناك تطور في خطابها، كيف ترد؟
مما لا شك فيه أنه في رصيد الحركة الأمازيغية نتائج ومكتسبات مهمة، وضحت بالغالي والنفيس من أجل أن تصل الأمازيغية إلى ما وصلت إليه اليوم، أما فيما يخص التطور الكرونولوجي لخطابها فالأمر له علاقة بالمناخ السائد بالبلاد، ففي سنوات الرصاص كانت الأمازيغية من الطابوهات لهذا اقتصر الأمر على ماهو ثقافي وفني ثم في سنة 1991 عرف المغرب انفراجا سياسيا نسبيا، فبدأ الفاعلون يستعملون كلمة الحقوق الثقافية اللغوية، وفي سنة 1995 طالب نشطاء الحركة الأمازيغية بجعل الأمازيغية لغة رسمية في الدستور وفي سنة 1997 طرح مشكل الملكية، الأرض ومفهوم التنمية... وفي سنة 2000 طرح مفهوم دولة الجهات والفيدرالية ثم بعد 16 ماي 2003 طالبوا بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة واليوم تطور خطاب الحركة الأمازيغية بطرح مفهوم الحكم الذاتي وتوزيع السلطة والثروة... وتأسيس أحزاب سياسية.
لابد أن نعترف بأن حوارا كهذا لن يشمل كل تساؤلاتنا حول الموضوع، إذا كان لديك ما تضيفه أو ما يمكن أن تعتبر أننا أغفلناه وتود الحديث عنه فالكلمة لك:
بعد رصدي لمجموعة من الظواهر السلبية بالمنطقة فيما يخص الأمازيغية أقول بأن "تيموزغا" ممارسة في الواقع ونزول إلى الميدان وليس مجرد خطابات في الأبراج العاجية، العمل هو إنتاجات أدبية وإصدارات علمية وكتابة مقالات قيمة وليس مجرد شعارات جوفاء.
نحن اليوم في منعطف حاسم فمن كانت له إمكانيات العمل الجاد فسيجتاز المنعطف بسلام ويتم مسيرته أما من كان من المتطفلين والمرتزقين من الأمازيغية فسينهار أمام هذا المنعطف او سيظل يدور في الفراغ ومصيره إلى الهاوية.
كلمة أخيرة:
سأختم ببيت شعري أمازيغي: "إزلي"
سوان إفاسين أغو أورتا إيندي swan ifasiyn aghwu urta indi
حضون إمازيغن سوالن تسندا hdun imazighen s wallen tissenda
"ترجمة من الموقع: شرب الفاسيون اللبن قبل تختره *** وظل الأمازيغ يراقبون معدة اللبن
والمعنى واضح لا يحتاج للشرح"
نصيحة لموقعنا:
Le savoir c'est l'arme et l'arme c'est le savoir.

حاوره: عبد اللطيف أبو أمل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.