الرشيدية 16-06-2010 قال مدير الدورة الخامسة لمهرجان الرشيدية الثقافي سعيد كريمي، أمس الثلاثاء بالرشيدية، "اجترحنا لهذه الدورة شعار (تافيلالت: أيقونة ثقافة الصحراء) ل"تثمين هذه الثقافة وإخراجها من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل". وأضاف كريمي، في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح الذي انطلق باستعراض الفرق الفلكلورية (الكرنفال) بشوارع المدينة وتنظيم السهرة الأمازيغية، أن هذا الشعار اختير أيضا لإبراز ثقافة الواحات التي أضحت محط اهتمام المنظمات الدولية، والفاعلين الإيكولوجيين الذين يحرصون على استدامتها وإبقائها.
واعتبر أن هذا الحرص يأتي ليس باعتبارها متنفسا طبيعيا، ولكن أيضا باعتبارها فضاء لثقافة القصور والقصبات، ولتراث لا مادي يضرب عميقا في القدم ويجمع بين مختلف أبعاد الهوية الوطنية في شقها الأمازيغي، والعربي، والإفريقي، واليهودي أيضا لكون اليهود تعايشوا لقرون عديدة مع ساكنة تافيلالت، وساهموا في إرساء لبنات الذاكرة الجماعية.
وأشار إلى التقليد الذي اكتسبه المهرجان في الدورات السابقة عندما كان يكرم في كل دورة إسما من الأسماء التي فرضت نفسها في الساحة، وجنسا من الأجناس الأدبية، أمثال الشاعر محمد علي الرباوي في الدورة الثانية، والمسرحي عبد الرحمان بن زيدان في الدورة الثالثة، والمبدع "أحمد بوزفور" في الدورة الماضية التي كانت دورة للقصة القصيرة.
وأوضح أن هذه الدورة ستكرم الناقد والروائي محمد برادة، ومن خلاله الرواية المغربية والنقد الحديث، بالنظر إلى كون برادة "إسما وازنا بصم بعمق تاريخ الثقافة المغربية الحديثة"، كما أشار إلى تكريم المهرجان للفنانة لطيفة رأفت.
وأبرز أن المهرجان يتوخى زرع بذور الفرحة والأمل لدى الساكنة، وجعلها تتذوق الفنون المغربية الأصيلة، وتحتك برموزها عن قرب والعمل على تقريب الثقافة والفن من المواطنين، وتجاوز المسافات الجغرافية، ورد الاعتبار لتافيلالت باعتبارها منبعا للعلم والثقافة والفكر والفن.
كما أكد على دور المهرجان في احتكاك مبدعي الإقليم ومثقفيه مع المثقفين المغاربة الآخرين وتبادل الخبرات والمعارف فيما بينهم ، خاصة أن مدينة الرشيدية تحتوي اليوم على نواتين جامعيتين، وتزخر بثلة من المبدعين والمثقفين الذين شقوا طريقهم نحو الوطنية، بل حتى العالمية.
وأكد أيضا على دوره في التعريف بالمقومات السياحية لإقليم الرشيدية، وجعله محطة متميزة للسياحة الواحية والصحراوية، وتثمين المنتوجات السياحية التي تقدمها واحة تافيلالت، إحدى أكبر وأغنى الواحات العالمية، وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية بالمدينة التي تتوافد عليها أعداد هائلة من الزوار أثناء المهرجان من مختلف المدن القريبة والبعيدة.
وبرنامج هذه الدورة غني ومتنوع في شقية الثقافي والفني من خلال استضافة أسماء متميزة من قبيل الشاعر حسن أوريد، والباحث السوسيولوجي أحمد شراك، والروائي موحى صواك، والمبدعين مبارك ربيع، وعبد اللطيف الجواهري، ومحمد الهرادي، والنقاد ابراهيم الخطيب، وعبد السلام الفيزازي، ومحمد الوالي، ورشيد أوترحوت، والأديبين حسن نجمي وعبد الرحمان طنكول وكذا الأتاذ محمد ولد بيا ولد بوبا لعتيك ماء العينين.
كما سينشط السهرات فنانون من قبيل نعمان لحلو وسعيدة شرف وزينة الداودية، ومجموعة لمشاهب وصاغرو باند، ومولود المسكاوي، وعدد من مبدعي الملحون والبلدي...
وبعد فقرات تنشيطية وزيارة معارض الجمعيات التنموية بالإقليم، تم تنظيم كرنفال بشوارع المدينة ضم بعض الرقصات والأهازيج والعادات المحلية تلته السهرة الفنية الأولى بمشاركة زينة الداودية (الدارالبيضاء) وعائشة تاشنويت (سوس) والفنان الأمازيغي مصطفى أومكيل (الأطلس) والمجموعة الأمازيغية صاغرو باند والفنان مولود المسكاوي