صدر حديثا كتاب بعنوان : الشعر والغناء وترسيخ الثقافة الكونية . من روائع القصائد المغناة في الشعر العربي . الطبعة الأولى، السنة 2018م. ، للدكتورة حورية الخمليشي. من الحجم الكبير، عدد الصفحات 310. في طبعة أنيقة وجميلة . يحتوي الكتاب على طائفة من معلومات مفيدة في عالم الشعر والغناء والقصائد المغناة لشعراء عرب منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وذلك في أسلوب سهل وممتع وجميل . الكتاب شائق جدير بالمطالعة . من خلال العنوان يظهر أنه جاء لتأريخ وجمع بعض القصائد الشعرية لجماعة من الشعراء العرب ، وكذا الملحنين لتلك الأشعار والمطربين والمطربات الذين أدوها. وتعود هذه المجموعة إلى شعراء من مختلف العصور الأدبية ، من العصر الجاهلي إلى العصر الحاضر مرورا بالعصر الإسلامي والأموي والعباسي والحديث . وهو عمل جبار وشاق ، تشكر عليه المؤلفة . جاء في مقدمة الكتاب : ( … فالكتاب دعوة إلى التفكير في وضع أنطولوجيا الشعر المغنى الذي تفتقر له مكتباتنا العربية ، والذي لا يقتصر إلا على شعر الملحون وشعر الزجل الأندلسي ، وكذالك التعريف بشعراء وكتاب الأغنية العربية ، وبالملحنين الذين عملوا على تلحين هذه الأشعار سواء من الشعر الفصيح أو من الشعر العامي …) الصفحة 8 . من خلال قراءة موضوعات الكتاب يتجلى لنا أنه يضم بين دفتيه الإهداء ومقدمة وأربعة فصول : الفصل الأول : الشعر والغناء في الثقافة العربية . والفصل الثاني : الشعر والغناء وترسيخ الثقافة الكونية. والفصل الثالث : الشعر ولأغنية . والفصل الرابع : أعلام ونماذج . وخاتمة . وملحق خاص بجدول منتخبات روائع القصائد المغناة . والمصادر والمراجع . وأشير إلى أن كل فصل يتضمن محاور خاصة به . من خلال قراءة الكتاب يلاحظ أن المؤلفة قد غابت عنها بعض المعلومات التي تدخل في مجال التعريف بالشعراء والملحنين والمطربين والقصائد المغناة ، كما صرحت في المقدمة ، وإن كانت فهي طفيفة وقليلة ولا تنقص من قيمة الكتاب الفكرية . وسأضرب مثلا ببعض الملاحظات والأخطاء التي تم تجميعها حسب رأيي تجنبا للإطالة ، حتى تظهر تلك الأخطاء جلية ومكشوفة ، وخاصة للمهتمين من النقاد والباحثين والدارسين لهذا الصنف من الإنتاج الثقافي . المؤلفة لم تعط بعض الشعراء والملحنين والمطربين حقهم في الترجمة والتعريف بهم ، وتنسب لبعضهم قصائد ليست من نظمهم ، بل هي لشاعر آخر غير الشاعر المعني بالأمر . وعدم الإشارة في الهامش إلى عنوان القصيدة كما وردت في ديوان ومصدر القصيدة . بالإضافة إلى عدم إدراج دواوين الشعراء المعنيين أصحاب القصائد المغناة موضوع الكتاب بصفحة المصادر والمراجع . حيث أن المصادر والمراجع يعتمد عليها في البحث والكتابة ويستفاد منها ، وتعتبر اللبنة الأولى في البحث والكتابة ، خاصة التي تكون متصلة بالموضوع ومبنية على الثقة والمصداقية . الهوامش الواردة بأسفل صفحات الكتاب تتضمن معلومات ناقصة وغير كافية ولا تشفي غليل القارئ والمهتم ، وغير واردة في بعض الصفحات ، الشيء الذي يفقد الاستفادة والمتعة في القراءة . سأدرج فيما يلي بعض صفحات الكتاب وأرقامها وأرقام هوامشها موضوع الملاحظات والأخطاء حسب رأيي : الصفحة 72 : أغنية اليوم عهدكم لوديع الصافي ، المؤلفة لم تشر في الهامش إلى مصدر الأغنية . الأغنية هي أبيات من قصيدة تحمل العنوان نفسه ، وهي قصيدة طويلة في مدح أبي بكر شجاع بن الطائي المنبجي . الصفحة 73: أغنية لا وعينيك لوديع الصافي ، تقول المؤلفة أنها من تلحين وديع الصافي ، وهي ليست من تلحينه ، وإنما من تلحين طارق عبد الحكيم ( 1918 – 2012 م ) . الصفحة 87 : أغنية قل لمن صد وخان لأحمد البيضاوي . لم تذكر المؤلفة في الهامش ترجمة الشاعر محمد بن الحسين صاحب الأغنية رغم أنه معروف ومشهور في عالم الأغنية المغربية . و محمد بن الحسين ( 1927 – 1989 م ) ولد بمدينة الرباط ، يعد من الشعراء المغاربة الذين ساهموا في الحركة الأدبية والثقافية بالمغرب ، وخاصة في ميدان الشعر له قصائد في المناسبات الوطنية والدينية والغزل وأناشيد الأطفال ، نظمها باللغة العربية الفصيحة والعامية ( الزجل ) . وقد غنى له جماعة من المطربين والمطربات من أشعاره . الصفحة 103 ، الهامش 102 : أغنية لا تكذبي شعر مأمون الشناوي غناء محمد عبد الوهاب، وترجمة مأمون الشناوي ( 1914 لا- 1994 م ) ، هذا خطأ لأن أغنية لا تكذبي من شعر كامل الشناوي وليس مأمون الشناوي الذي هو أخ كامل الشناوي . فأغنية لا تكذبي هي أول قصيدة في الديوان التي هي عنوان الديوان . ( ديوان لا تكذبي ) لكامل الشناوي . وكامل الشناوي ( 1908 – 1965 م ) أديب وشاعر وصحفي مصري ، لحن وغنى له جماعة من الملحنين والمطربين والمطربات . منهم محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة وغيرهم . ومن أشهر قصائده المغناة لا تكذبي و أنت قلبي وحبيبها وعدت يايوم مولدي . وسبق لنجاة الصغيرة أن غنت ” أغنية لا تكذبي ” في فبلم الدموع السوداء . الصفحة 107 : أغنية سبحان من جملك لوديع الصافي ، تقول المؤلفة أنها من شعر نزار قباني . حسب الكتب المهتمة بالأغاني العربية فهي تنسب للشاعر اللبناني نزار الحر ( 1931 – 2011 م ) ، غنى له جماعة من المطربين والمطربات العرب ، له قصائد بالفصحى والعامية والموشحات ، ويعد من كتاب كلمات الأغاني . الصفحة 108 : أغنية زعموا سلوتك لوديع الصافي ، شعر إيليا أبو ماضي ، لم تشر المؤلفة إلى مصدرها ، وهي أبيات مستخرجة من قصيدة طويلة عنوانها وطن النجوم . الصفحة 113 : أغنية لست أدري لعبد الحليم حافظ ، شعر إيليا أبو ماضي ، لم تشر المؤلفة إلى مصدرها ، وهي أبيات مستخرجة من قصيدة طويلة عنوانها الطلاسم ، ويغنيها كذلك محمد عبد الوهاب. الصفحة 129 : أغنية إغضب كما تشاء لبهيجة إدريس ، شعر نزار قباني ، ألحان عبد الرحمان الكردودي ، فهذه الأغنية من ألحان عبد اللطيف السحنوني وليس عبد الرحمان الكردودي زوجها ، وتغنيها كذلك أصالة من ألحان حلمي بكر . وقد أوردت في الهامش رقم 154 – محمد عبد الوهاب ، المرجع السابق . فهذه المعلومة لا علاقة لها بهذه الأغنية وإقحام إسمه يظل مجهول السبب . الصفحة 123 : أغنية أنت لعبد الوهاب الدكالي ، شعر أبو القاسم الشابي ، لم تشر المؤلفة إلى مصدرها ، وهي أبيات مستخرجة من قصيدة طويلة عنوانها صلوات في هيكل الحب ديوان أغاني الحياة. الصفحة 134 : أغنية حبيبتي شعر محمد الخمار الكنوني ، ألحان عبد السلام عامر . أخطأت المؤلفة في تحديد سنة وفاته حيث أدرجت سنة 1661 هكذا ( 1941 – 1661 ) . والصواب أن الوفاة كانت سنة 1991. الصفحة 146 : أغنية عذبة أنت شعر أبو القاسم الشابي ألحان محمد عبده . لم تشر المؤلفة إلى مصدرها ، وهي أبيات مستخرجة من قصيدة طويلة عنوانها صلوات في هيكل الحب ديوان أغاني الحياة. وهي القصيدة نفسها التي تم الإشارة إليها في الصفحة 123 . لقد عرضت تلك الملاحظات والأخطاء من وجهة نظري دون الإطالة ، ( فخير الكلام ما قل ودل) كما يقال ، وذلك إسهاما مني في إضافة بعض المعلومات التي كانت ناقصة أو مغلوطة ، وإبراز رأيي المتواضع في هذا الكتاب القيم والشائق ، والذي يضاف إلى المكتبة الأدبية العربية ، حيث يعتبر وثيقة تاريخية ومرجعا شاملا حول بعض الشعراء والملحنين والمطربين والمطربات العرب ، وإضافة إلى المؤلفات المهتمة بالقصائد المغناة لشعراء عرب من مختلف العصور الأدبية العربية ، من أجل تعميم الفائدة ، وتسهيل البحث عن مصدر تلك القصائد المغناة التي اختارتها المؤلفة في كتابها . القصر الكبير : 27 شتنبر 2018 م .