رحلة القصيدة من الديوان إلى الأغنية أفرد الكاتب والصحفي اللبناني المقيم في ألمانيا فارس وكيم جزءا في كتابه «حكايات الأغاني.. رحلة القصيدة من الديوان إلى الأغنية « للزعيم والشاعر علال الفاسي ولنجوم الأغنية المغربية. ولتبديد الدهشة من وجود اسم الفاسي في كتاب عن الأغاني كتب يقول «اشتهر الزعيم المغربي المناضل بتاريخه السياسي وبكونه مؤسس حزب الاستقلال. وعرفه العرب بهذه الصفة. والخاصة يعرفون أنه شاعر أيضا وليس مجرد سياسي. وخاصة الخاصة يعرفون أنه لم يكتف بالشعر الديني أو السياسي والقومي، بل له قصائد في موضوع الغزل أيضا». وأضاف الكاتب وكيم أن شعر العلامة الفاسي غزير جمع في ثلاثة مجلدات ضخمة، معتبرا أن القصائد المفقودة لو وجدت لملأت مجلدات أخرى. وأضاف الكاتب أن علال الفاسي كان « ملتزما في شعره ويراه مهمة يجب أن يكون في خدمة الوطن والدين»، ناقلا ما قاله عن شعره «لست أدعي لهذا الشعر براعة أبي تمام أو إعجاز المتنبي، ولا عبقرية شكسبير أو روحانية طاغور، وكل ما أدعيه أنه شعر شاعر يحمل فكرة، لذلك لم أطلب من القارئ أكثر من تقدير ما يحمله من إيمان وما يشدو به من حب ووجدان». ويشكل العنوان الفرعي لهذا الكتاب الصادر مؤخرا عن دار «رياض الريس للنشر»، ويقع في 452 صفحة من الحجم المتوسط ، «رحلة القصيدة من الديوان إلى الأغنية»، عنوانا ومنهجا في آن واحد ، لأن المؤلف اختار القصائد العربية الفصيحة التي استهوت أهل النغم، وراح يرصد التطورات التي طرأت عليها أثناء تحولها إلى أغنيات فإما حذفت منها أبيات أو أضيفت إليها أخرى أو جرى تعديل في ترتيب الأبيات فيما استبدلت كلمات بكلمات. وشمل الكتاب تغطية كبيرة للغناء العربي في القرن العشرين، ولم تقتصر على بلد بعينه بل شملت جميع البلدان العربية من المحيط إلى الخليج والقصائد التي استبعدها هي التي لم تتعرض للتعديل. واعتبر المؤلف أن قصائد الشعراء هي مفتاح الدخول إلى حكايات الأغاني فاختار من المغرب الشاعر علال الفاسي وقصيدته «أنشودة الحب» التي لحنها وغناها أحمد البيضاوي، والشاعر المعاصر عبد الرفيع الجواهري وقصيدته «ميعاد» التي لحنها عبد السلام عامر، وغناها عبد الهادي بلخياط، وأيضا قصيدتيه «ذكرى الطفولة»و»قصة الأشواق»وكلاهما لحنهما عبد الحميد بن إبراهيم وأداهما محمد الحياني، ثم اللوحة الشعرية الموسيقية «القمر الأحمر» التي لحنها عبد السلام عامر وغناها كل من عبد الهادي بلخياط وبهيجة إدريس. وتناول الكتاب أيضا قصيدة أبي القاسم الشابي «صلوات في هيكل الحب» التي لحن عبد الوهاب الدكالي أبياتا منها وغناها واشتهرت الأغنية تحت عنوان «أنت»، وقصيدة إيليا أبو ماضي «أنا من أنا» التي لحنها محمد بن عبد السلام وغنتها عليا التونسية. كما أبرز المؤلف مجموعة من القصائد التي لحنها وغناها أحمد البيضاوي من شعر أحمد شوقي والأخطل الصغير وإلياس فرحات. أما الرحلة التي يقوم بها القارئ وهو يتابع صفحات الكتاب، فتقوده إلى اكتشافات عديدة، منها أبيات مجهولة لأحمد شوقي غناها محمد عبد الوهاب، وقصائد مغناة لشعراء كانوا بعيدين عن الألحان مثل محمود عباس العقاد وخليل مطران وميخائيل نعيمة، وكذا معلومات طريفة تفيد بأن كارم محمود سبق أم كلثوم إلى غناء قصيدة «الأطلال» ، وأن هذه القصيدة المغناة ليست كلها من»الأطلال» بل فيها مقاطع من قصيدة «الوداع» لإبراهيم ناجي نفسه، وأبرزها المقطع الشهير «هل رأى الحب سكارى..».