من المؤسف أن نجد أشخاصا لا يرجعون مشاكل هذه الأمة إلى الجهل والأمية والتدين الخاطئ والسكيزوفرينيا الناتجة عن الحرمان والقهر السياسي والفساد الاقتصادي، بل إلى المرأة التي يسمونها عورة، والتي يعتقدون أنها إن ارتدت البيكيني في الشاطئ سيتزلزل نظام الطبيعة، وكأنهم يفكرون بأجهزتهم التناسلية.. أشخاص تجعلهم هشاشة آليات تفكيرهم عاجزين عن التعمق في عوالم الذات وقراءة الطبيعة الإنسانية قراءة عقلانية، فيتحولون إلى كائنات شهوانية غير قادرة على التمييز بين الدعارة التي يبقى الرجل هو أول المسؤولين عنها بحكم أنه هو أول من تاجر في الرقيق الأبيض عبر التاريخ وهو من يشتري بضاعة الجسد التي إن بارت ولم تجد من يشتريها ستضطر بائعة الجسد أن تغير تجارتها الكاسدة، وبين اللباس باعتباره ثقافة صادرة عن نظرة معينة للجسد، يقتضي فهمها معرفة دقيقة بالكودات الاجتماعية والنفسية التي تتحكم فيها، ويصبح بالتالي عيبا اختزال القيمة الأخلاقية والفكرية للمرأة في لباسها والحكم على شرفها فقط من خلال البيكينيى الذي ترتديه في الشاطئ . انتقادي كان موجها لذوي الأدمغة الفارغة.. وليس للذين وسعوا أدمغتهم بالسفر والبحث والعلم والمعرفة والاطلاع وبمعاشرة الناس من مختلف الثقافات.. أما الذين لم يجدوا في تدوينتي سوى أنني "ديوثي"، أو الذين ذكروا ابنتي بسوء من خلال تعليقاتهم، فأنا أوضح لأدمغتهم إن كانت لديهم أدمغة أنني مطمئن على أخلاق ابنتي، وأفتخر بأنها تلميذة في قمة الاجتهاد، تتقن العلوم والفيزياء والرياضيات والفلسفة والتربية الإسلامية والاجتماعيات وتتكلم جيدا بثلاث لغات، وهي أمور لا أعتقد أن مكبوتا ممن استعملوا في تعليقاتهم كلمة "ديوث" قادر على الإتيان بها. لأن التخلف لا يعطي سوى التخلف وفاقد الشيء لا يعطيه.. الخلاصة : يمكنني أن أتسامح مع كل شيء.. إلا مع الفكر الداعشي الوهابي الذي ترعاه دول الخليج والقوى الاستعمارية وعلى رأسها الميريكان. وهذا ما كان..