صديقي الراحل المبدع سيدي أحمد كما يحلو دوما أن أناديك كان هذا الصباح مفجعا وأنا أتلقى خبر وفاتك. بدابة لم أصدق الخبر ، ولكي أطمئن عنك هاتفت صديقي و شقيقك المبدع المهدي السقال.وعلى غير عادته، كان هاتفه مقفلا هذه المرة.عاودت الاتصال مرة ثانية، وبعد ذلك أيقنت أن في الأمر مشكلة ما. تصفحت صفحات الأصدقاء في مواقع الاتصال الاجتماعي عساني أجد إجابة لا تحتمل التأجيل لأسئلة تتناسل بسرعة.كم أصبت بالحزن وأنا أقرأ خبر رحيلك في صفحة صديقنا وعزيزنا الأستاذ محمد العطار، لكن هذا الحزن سرعان ما ازداد ألما أكثر لما وجدت نفس الخبر في صفحة الصديق عابد. أعلم أن آخر لقاء جمعنا ببعضنا البعض كان في مدينة الدارالبيضاء، وذلك يوم السبت 25 مارس 2017 – على هامش مشاركتي في حفل توقيع مجموعة شقيقك "حكايات مستدركة بهوامش الحلم" المنظم من قبل مكتبة فرنسا بفضاءات الخزانة الجهوية المعاريف. أذكر أني كنت أتواصل معك – بعد أن مرر صديقي المهدي المكالمة إليك – قصد تمكيني من الوصول إلى نفس الفضاء.والحق أني لم أجد أي مشكل في الالتحاق بكم جميعا، لأنك كنت متمكنا وعالما بشوارع الدارالبيضاء.لن أنسى تلك الجلسة التي جمعتنا وإياك – بمقهى صغير قريب من الخزانة – نحن الأصدقاء صخر المهيف المهدي السقال وعبد ربه. كانت رائعة ونحن نقارب من خلالها جنس القصة القصيرة وواقعها في ظل التحولات التي طرأت على الحياة الإنسانية، وأذكر أني لم أفوت الفرصة للحديث عن مجموعتك القصصية وطن وسجائر بالنقسيط والنتويه بها.وهي مجموعة قصصية كنت قد قرأتها فور صدورها.ما أثارني أكثر في هذا المتن جنوحه فنيا نحو الواقعية، ويبدو ذلك من الأحداث وكذا أسماء شخصيات المجموعة وفضاءات مدينة القصر الكبير، وهي جميعها مؤشرات نصية تسير في هذا الاتجاه. لن أثني على هذا العمل لأنه لا يحتاج إلى هذا، وأنت الذي خبرت القصة القصيرة منذ زمن طويل، ومن منا لا يتذكر قصصك التي كنت تطالعنها عنها بين فينة وأخرى بجريدة بيان اليوم المغربية. الآن، هاأنت تترجل الكتابة وتسافر بعيدا صباح هذا اليوم من دون استشارتنا. ها أنت تترك هذه المجموعة وحيدة ويتيمة.لكن اطمئن يا صديقي، ستظل في – الصون والأمان كما يقال – ستظل في قلوب و عيون الأصدقاء والصديقات ولن تشعر- المجموعة – أبدا بالغربة بيننا لأنها قطعة منك ستظل تحلق بيننا. لن أذكرك يا صديقي أن رحيلك هذا سيترك فراغا ملحوظا بيننا ، وأنت الذي كنت – دوما – صديق الجميع من دون حسابات تذكر. لقد أدركت هذا من خلال كل جملة من المحطات الثقافية أذكر منها : خنيفرة، القصر الكبير، طنجة ، أصيلا ومشرع بلقصيري وغيرها من باقي اللقاءات التي كانت تجمعنا وتقلص الجغرافية القائمة بيننا نحن أصدقاء القصة القصيرة. وكي لا تفوتني هذه المناسبة الأليمة، أسمح لنفسي بأن أتقدم بأحر التعازي القلبية لشقيقك المهدي و صديقي محمد العربي وجميع أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة بما في ذلك الأسرة والأبناء. الآن وبعد هذا المصاب الجلل، وأمام هذا الحزن الذي خلفه بيننا نحن الأصدقاء لا أجد أفضل من الدعاء لك بالرحمة والمغفرة، متمنيا من الله عز وجل أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأن يسكنك فسيح الجنان. والرحمة والسلام لروحك الصديقة والبقاء لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون. صديقك الفقير إلى ربه