ما أصعب البوح في زمن رحيل الأحبة.. الى الراحل .. ابن الخال ميمون لزعر . تبارك الذي بيده الملك وتبارك الذي خلق الموت. وماذا بعد.. أيها العزيز الراقد بعيدا عنا وعن كل الأحباب... ما أصعب البوح في زمن رحيل الأحبة.. الدوام لله والموت سبيل الأولين والآخرين، وموتك عزيزي قاسي واكثر بكثير من قسوة الأقدار التي شردتنا قسرا وابعدتنا عن احضان امهاتنا . وجعي على رحيلك المر، ابكاني ... لكن لن يغسل وجع رحيلك القاسي كل دموع الدنيا .. لا أزال و الاحبة وكل من عرفوك في ذهول الصمت الذي انتابنا عند سماع رحيلك.. رحيلك السريع أبكاني يا ابن الخال . لان من عرفك و من اتيحت له فرصة مجالستك ليصعب عليه تقبل خبر رحيلك.. وغيابك "السريع" .. لم يمهلك الموت كثيرا ففارقتنا وكل الدنيا .. اتذكر كيف كنت لا ترتاح لوقت انتهاء زيارة من كان يزورك من الاحبة في البيت .. كم كنتَ تحب ان يدوم وقت زيارة الاحبة لك ..ويطول. وكأنك كنت تعلم ان وقتك في الدنيا ...قصير. وأن اللحظة التي ستفارقنا فيها ستأتي بغتة ، وأن القدر آت و... بسرعة... آه ، كم كنت أمني نفسي أن أجد متسعا من الوقت لأجلس معك وقتا أطول. فعلا رحيلك السريع أبكاني . لكن ...هنيئا لك لقاء ربك.. فإلى جنة الخلد يا صديقي . اعلم ان لا كلماتي ولا دمعاتي .. تكفيك.. ولكنها فقط ستبقى عزاء لي ولنا جميعا في وحدتنا. آه.. يا عزيزي الغالي ، كم كان حزن وبكاء عائلتك الصغيرة مزلزلا رغم هدوئهم .. كنت اسمع آهاتهم وآلامهم تختلط بالدموع التي لم تجف يومًا في عيونهم،منذ ان دخل المرض عالمك. لكن رغم رحيلك عنهم في وقت هم أحوج إليك فيه من أي وقت مضى، الا أنهم آمنوا ان هذه مشيئة الله، قدر الله وما شاء فعل. ولكن وإن رحلت عنهم بجسدك، أبو نسيم ، فسيظل حبك ‘الباذخ' لهم محفوظا في قلوبهم وعقولهم. هل تدري ثمة أمر, بعد رحيلك شعرت بأن هناك اشياء كثيرة نفتقدها...حتى وأنا أراك على سرير المرض.. تعلمت كيف تكون الروح والنفس سالمة ساكنة لحظات الموت دون أن تزعج أحدا..وحين رايتك تصارع المرض ولسنوات بشجاعة خارقة و بنفس عزيزة مكرمة ، لم تأذي أو تزعج احدا بآلامك حتى غادرت الزائلة في صمت وصبر وشجاعة ، علمت ان ذات الشجاعة نفتقدها نحن من يبكون على رحيلك اليوم ويصرخون. الرحمة الواسعة لك صديقي وابن الخال ، تقبلك الله القبول الحسن، واسكنك فسيح جناته مع الصديقين الأبرار.. الصبر لأسرتنا المكلومة والعزاء لكل الاحبة والاصدقاء ، العزاء لكل ابناء شبذان .. احبائي ..اصدقائي وزملائي ، أعذروني أنا من اقتحمت عليكم اليوم وحدتكم بكلماتي .. فقط اقرأوا الفاتحة على روح الفقيد , وان داهم احدكم الوقت واستفاق على صوت الحق ونداء السماء: الله اكبر حي على الصلاة ، فاليدعوا الله أن يحفظ روح الفقيد في السماء. رحلت جسدا و لكنك الحاضر روحا فإلى جنات الخلد بمشيئة الرحمن و..إنا لله وإنا إليه راجعون.. تعليق