كان لاعب كرة قدم قبل أن يمتهن الطب ففي مرحلة دراسته لعب لفريق بيلا فرانكا ثم انتقل لفريق الإسبانيول ثم لفريق ساباديل و بعده لفريق جيمناستيك في فالينسيا حيث إنتقل لدراسة الطب. و مع فريق برشلونة تم إختياره للإنضمام إلى الفريق و أجرى إختبارات بدنية و طبية لكنه فضل الإنتقال إلى المغرب آنذاك بحثا عن آفاق جديدة مزاولا المهنة التي عشقها حتى موته بالقصرالكبير سنة 1977. الطبيب أرنيط من أوائل الأطباء الذين حلوا بمدينة القصر الكبير في عهد الحماية، ومن الذين حافظوا على قسم التخرج لخدمة الإنسانية. ومما يحكى عنه، أنه يستجيب للمرضى بالمقابل و من دونه، وخصوصا الفقراء منهم، الذين كان يزورهم كلما استدعي لذلك، ليقدم خدمته الشريفة، كانت له معرفة بجغرافية المدينة، وبأحيائها وبالأمراض الموجودة في المنطقة، ولهذا كثيرا ما كانت وصفاته تؤدي النتيجة الإيجابية المحمودة في الوقت المناسب. كتب الأستاذان محمد أخريف ومحمد العربي العسري في حقه: " فإذا كنت معوزا فأنت لست مجبرا على أداء واجب الفحص، بل قد يمنحك إضافة إلى ذلك بعض الأدوية، أما إذا جئته ليذهب معك لفحص مريض عاجز في منزله، فإنه لن يتوانى عن ذلك، بل قد يسبقك إلى بيت المريض". ويكفي أنه عمل رفقة الطبيب المختص في أمراض العيون السيد أدولفو، وأطباء إسبان آخرين، على القضاء على مرض "الرماد" الذي عرف به سكان المدينة في كل أرجاء المغرب منذ القرن التاسع عشر، نتيجة الأزبال التي كانت تحيط بالمدينة من كل جهة، ونتيجة للأوحال التي تخلفها الفياضانات في أحياء المدينة ودروبها. ومع الأسف، ففي ثمانينات القرن الماضي، أخبرنا شهود عيان، أن الطبيب أرنيط أُخرج جثمانه من قبره وهو محنط، وعليه بدلة أنيقة، من قبل بعض أصحاب السوابق، بهدف البحث عما يدفن مع موتى المسيحيين من حلي، وعندما علم أبناؤه بالحادث المخزي، نقلوا رفات والدهم إلى إسبانيا.