يوم 16 شتنبر من سنة 1964، رأت تعاونية الأمل للدرازة النور بمدينة القصر الكبير، لتكون بذلك أقدم التعاونيات في شمال المغرب وأعرقها، كما أنها إلى حدود اليوم تعتبر التعاونية الوحيدة في المملكة المتخصصة في نسج الأعلام الوطنية وفق ما يقتضي الظهير المنظم لعلم المغرب الأحمر ذي النجمة الخضراء. في البداية، تأسست التعاونية ب120 متعاوناً ومتعاونة، وقد جاء هذا التأسيس لما يمثله قطاع الصناعة التقليدية من أهمية ضمن النسيج الاقتصادي للمدينة التي تشتهر بالدرازة المحافظين على الطرق التقليدية للمنسوجات التقليدية، خاصة الزرابي والجلاليب، التي تلقى إقبالاً كبيراً من طرف المغاربة ككل نظراً لجودتها. ومنذ نشأتها، تخصصت تعاونية الأمل للدرازة في نسج العلم الوطني من الصوف؛ وبذلك تكون أول تعاونية تخطو هذه الخطوة. وبات هذا النشاط يشكل إنتاجاً قاراً ومستمراً لها، ويمثل اليوم أزيد من 90 في المائة من المبيعات السنوية، وبفضله يتم توفير مداخيل مالية مهمة لأعضاء التعاونية. عبد السلام المريني، رئيس التعاونية، قال في تصريح لهسبريس: "جاء تأسيس التعاونية المتخصصة في نسج الأعلام الوطنية بعد تفكير عميق من طرف عدد من الدرازة بمدينة القصر الكبير، الذين اختاروا هذا المنتوج الذي اعتبروا أنه سيبقى مستمراً ولن يتأثر بالعولمة". وتشتغل التعاونية في نسج الأعلام الوطنية بطريقة تقليدية، وتعرض منتجاتها في المعارض الوطنية والجهوية، كما تتعامل مع عدد من العمالات والإدارات العمومية على المستوى الوطني من أجل الحصول على أعلام بجودة عالية تستجيب للمعايير المطلوبة. وقد سبق لأعضاء التعاونية أن رافقوا الملك محمدا السادس في زياراته الرسمية إلى مختلف الأقاليم، في وجدة والناظور والحسيمة وأكادير، وهي المناسبة التي تتطلب عدداً كبيراً من الأعلام الوطنية التي تنصب في الشوارع الرئيسية التي يمر منها الموكب الملكي. ويقطع نسج العلم الوطني مرحلتين أساسيتين، يشرحها المريني قائلاً: "في المرحلة الأولى، نبدأ بالصفيحة لكي نهيئ المرمّة، ثم يشتغل عليه صانعان، الأول يسمى الرداد والثاني الصانع، وحين ننتهي من الثوب يمر إلى المرحلة الثانية التي تسهر عليها نساء يشتغلن في الخياطة". ويتطلب نسج لواء واحد ثلاث ساعات، ويقدر معدل إنتاج التعاونية شهرياً بحوالي ألف علم، ويحدد ثمن العلم في 26 درهماً بالنسبة للحجم الصغير، ويصل إلى 750 درهماً بالنسبة للعلم من خمسة أمتار على 3 أمتار، حيث تتم مراعاة حجم النجمة الخضراء حسب الطول والعرض وفق معايير دقيقة. ويوجد حالياً 47 متعاوناً كونوا في البداية رأسمال التعاونية التي أصبحت اليوم مصدر زرقهم، واستفادوا قبل سنوات من شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية همت تجهيز مقر التعاونية ب15 آلة خياطة. وحققت التعاونية في سنتي 2012 و2013 رقم معاملات وصل إلى 200 مليون سنتيم في السنة، لكن في عام 2016 انخفض الرقم ليصل إلى 54 مليون سنتيم فقط. وأرجع المريني ذلك إلى تراجع الطلبات من قبل المؤسسات والإدارات العمومية. وأشار المريني إلى أن الظهير الشريف رقم 1.05.99 الصادر في 2005 يحدد خصوصيات علم المملكة المغربية؛ إذ ينص على ضرورة أن يكون الثوب أحمر غير شفاف فيما يكون لون النجم الخماسي أخضر مثل سعف النخيل، إضافة إلى مراعاة قياس الطول والعرض، ولا يمكن أن يصمم على شكل مربع.