في تجربة متفردة في مجال الصناعة التقليدية ممزوجة بنفحة عصرية، اختارت مجموعة من النساء والفتيات حرفة الدرازة التي ظلت لقرون خلت حكرا على الرجال، وميزن منسوجاتهن بأشكال وألوان تنم عن لمستهن الأنثوية. فضمن التعاونيات والجمعيات المشاركة في فعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي أقيم بمكناس تحت شعار "الاقتصاد الاجتماعي في خدمة التنمية المحلية التضامنية"، واختتمت فعالياته اليوم الأحد، شاركت تعاونية جمعية أبي رقراق للدرازة بمنتوج متنوع ومميز لعرض تجربتها على العموم. وبهذا الخصوص، قالت السيدة جليلة العلوي، المسؤولة الإدارية على المشروع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التعاونية التي أسستها جمعية أبي رقراق في إطار استراتيجيتها لدعم المرأة هي الأولى من نوعها بجهة الرباط- سلا- زمور- زعير إن لم تكن في المغرب، أنجزت بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفتحت المجال لنساء وفتيات لم يتمكن من مواصلة تعليمهن لامتهان حرفة متميزة تحقق لهن دخلا قارا. وأوضحت أن المشروع الذي تطلب إنجازه 54 مليون سنتيم ، وساهمت الجمعية فيه ب21 مليون والمبادرة ب13 مليون، مكن من إعطاء نفس جديد للدرازة التي تشتهر بها مدينة مكناس، حيث تم استقدام الآلات الخاصة بها بشكل متطور عن الطابع التقليدي، مبرزة أن هذه الصناعة ورغم أنها ظلت دائما من اختصاص الرجال، فقد فضل القيمون على التعاونية خرق هذا التقليد وجعلها بصيغة المؤنث بشكل ينسجم مع روح العصر. وأشارت إلى أن التعاونية تستعمل في الدرازة جميع أنواع الخيوط الحريرية والعادية والصوفية خلافا للشكل التقليدي الذي يستعمل فقط الصوف، إلى جانب مزج الألوان لنسج الأثواب التي تستعمل بدورها في صنع الألبسة والجلباب والبلغة، وأغلفة الأفرشة والأغطية العصرية، والمناديل وبعض المنسوجات التي تستعمل في تزيين ديكور البيت. وفي ما يتعلق بتسويق هذا المنتوج الجديد، أوضحت السيدة العلوي أن مسألة التسويق تظل العائق الحقيقي الذي يواجه التعاونيات خاصة في البداية وأيضا بالنسبة لمنتوج جديد، غير أنها أبرزت أن ذلك لم يمنع من إيجاد مشترين وتلقي عدد من الطلبات عن بعض ما تنتجه تعاونية الدرازة خاصة بعد المشاركة في بعض المعارض الجهوية. ودعت في هذا الصدد إلى ضرورة دعم التعاونيات ليس فقط ماديا، بل أيضا من خلال المشاركة القوية في معارض محلية وجهوية وأيضا دولية، لإبراز منتوجها والتعريف به وتسويقه على أوسع نطاق، وبالتالي تحقيق أهدافها المرجوة في خلق فضاءات لتجارة القرب. وذكرت أن التعاونية تمكنت بفضل مجهودها من ربط علاقات شراكة وتعاون مع مندوبية كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية بسلا، وغرفة الصناعة التقليدية، والوزارة المكلفة بالشؤون الاقتصادية والعامة، وعدد من الفاعلين الاقتصاديين، مشيرة إلى أن هذه الشراكات تمنح الفرصة للمشاركة في المعارض والتظاهرات التجارية التي تشجع على مزيد من البذل. وللإشارة فإن مكناس احتضنت ما بين 7 و10 يوليوز الجاري، المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني لجهة مكناس -تافيلالت الذي تنظمه الوزارة المكلفة بالشؤون الاقتصادية والعامة بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية وبتعاون مع ولاية مكناس-تافيلالت ومجلس الجهة والجماعة الحضرية والتعاون الوطني وعدد من الشركاء. ويندرج هذا المعرض في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتكامل مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لدعم التعاونيات والجمعيات، والاستجابة للخصاص الذي تعاني منه على مستوى تسويق منتوجاتها وخدماتها.