يا إلهي إن سعيد الناصري، يريد ان يحارب سعيد الناصري !!! "الفنان" الذي أدهشنا بالأعمال الرديئة منذ فجر ظهور أعمال "الكوميديا" على شاشة التلفزيونات العمومية سامحها الله ، يريد ان يتنكر لكل هذه النوسطالجيا المفعمة بالرداءة و التي نسترجعها كلما أردنا استحضار المعاني الكبرى للإسفاف الذوقي على الشاشات .. يريد اليوم ان يحرمنا من تاريخ الرداءة وأصولها الاولى فوق هذه الأرض، يريد ان يقلب الفيستة على كل معاني الهبوط الفني التي ساهم صحبة "رعيله الأول" في تأسيسها داخل مشهدنا البصري لبنة لبنة وطوبّة طوبة … صاحب " انا وخويا ومراتو" و"العوني" وباقي الغرائب التلفزيونية و"الاقتباسات" المسروقاتية ، والتى طالما حبست لنا عملية هضم الفطور الرمضاني على مدى سنوات متوالية .. يخرج اليوم الى الشارع في حراك "فني" ثوري جذري تروتسكي ماركسي متجذر ، ليحارب منتوجه الأول واختراعه الوحيد ، منتوجه السحري الذي أكل به وشرب ومخمخ ونام و تريع، حتى اختلط عليه الفن الابيض من الفن الأسوء من الفجر ، منكرا بقرته التي حلبها من جيوب التلفزيونات العمومية الممولة من جيوبنا كما العادة ، التلفزيونات العمومية وإداراتها الباحثة عن الضحك في كل انحاء حوامض المغرب.. يطلب منا اليوم سعيد الناصري بجبهة عريضة وبكشاكيش لا متناهية ، ان نحارب معه سعيد الناصري بعدما ولفنا عليه ، وأحببنا حموضته اللاسعة ورداءته التي وسعت كل سيتكوم.. بعدما عودنا على إيفيهاته المسروقة من افلام عباد الله في أبشع تقليد ، وبعدما تعودنا على سيتكوماته التي تحزننا في كل مرة على مصير الضحك والفرفشة بالمغرب، وبعدما تربينا وتعلمنا منه ان الكوميديا هي ما يفعله سعيد الناصري، وان العمل التلفزي الحقيقي، لا يكون عظيما الا اذا كان رديئا ورديئا جدا!!! يريد اليوم فناننا "المحبوب " ان يقلب علينا الجاكيطة ويفهمنا انه لن يسمح بالرداءة في التلفزيون .. لا وألف لا يا سعيد لن تجعلنا ننقلب عليك ابدا، لن تفهمنا اليوم عكس ما ربيتنا عليه نحن جمهورك الوفي طيلة هذه الأعوام .. نحن مقتنعون أن التلفزيون الحقيقي هو التلفزيون العمومي الرديء بناصريه وسيتكوماته وفهيده وخياريه وبوطازوووتياته، وان مسلسلاتك واعمالك التي لم تكن تضحكنا أبدا هي ما يضحكنا فعلا وما سيضحكنا مستقبلا ، انت من سيضحكنا في المستقبل القادم، المستقبل الذي سنتذكر فيه أيامنا معك ومع كثير من زملائك في القنوات ، ثم ننفجر من الضحك ونحن نفكر في أية جائحة كحلاء كانت قد ضربتنا في هذا البلد، حتى كنا نجلس متحلقين أمام مائدة الإفطار مع العائلة لمشاهدة سيتكوم " الربيب " #عطيوني_ردائتي_نمشي_بحالي