إلى الصديق العزيز: محمد الراشدي _________ كنا قد وصلنا للتو إلى"دوركال"عبر غرناطة. وجدنا في انتظارنا عائلة الراشدي الكريمة. ونحن نهم بالنزول استرعى انتباهي وجود "أوتو"كلب كبير فروته تميل إلى السواد أما نظراته فكات صديقة للغاية. كان يحاول أن يلتف بالسيارة التي أقلتنا. كان ذلك تعبيرا عن فرحه بقدومنا. عندما فتح صديقي باب سيارته ارتطمت رأسه بالباب، أعي جيدا أن الارتطام كان قويا ولكن "أوتو" أخفى عنا كل ذلك كي لا يفسد فرحنا. أتخيله ذكيا للغاية وجدير بالرفقة. في اليومين اللذين قضيتهما في"دوركال" في ضيافة محمد الراشدي الصديق والإنسان.كنت أدرك فرح "أوتو" بي من خلال حركاته المليئة بالفرح،لكن خوفي كان أقوى، ولذلك وجدتني أتجنب الاحتكاك به،أما هو فلم يكن يفهم ما معنى أن أخاف منه وهو الأليف والأمين. عند انتهاء إجازتي عدت إلى بلدي وفي نفسي صورة"أوتو" وبراءته. ومع مرور أقل من سنة وصلني خبر موت "أوتو" بعد أن تعرض للدغة حشرة طائشة. الآن، وبعد رحيل"أوتو " أشعر بأني كنت مذنبا لأني لم أقاسمه فرحته. أرجو منك يا"أوتو" أن تقبل مني اعتذاري وحتى إن جاء ذلك في وقت متأخر.