فِي الوقتِ الذِي كانَ فيه أنصار نادِي الرجَاء البيضاوِي، لا يزالُون في انتشاءٍ بنصرهم الأول، على أوكلاند سيتِي، كانَت رحلةٌ أحد مشجعِي الفريق، من أكادير إلى مير اللفت، تأخذ منحًى مأساويًّا، بددَ فرحة الانتصارِ بقضاء النحب، فِي حادثة سيرٍ مروعة. الشابُ سعيد، البالغ قيد حياته 30 عامًا، كانَ قدْ حضرَ إلَى أكادير من أجل متابعة المباراة الأولى، فِي مونديال الأندية، الذِي تحتضنهُ مدينتا أكادير ومراكش، هذه السنة، وقدْ تمكن من حضور المباراة الأولى، في ملعب "أدرار" بعاصمة سوس، ليتوجه بعد ذلك، رفقة صديقه إلى مير اللفت، التِي لمْ يبلغها، على إثر حادثة السير التي أدوتْ بحياته، وأصابتْ صديقه بجروح بليغة، استدعتْ نقله إلى أحد مستشفيَات أكادير في حالة جد حرجة. إلى ذلك، كان الراحل يقطنُ قيد حياته بالدار البيضاء، وفي الحي المحمدِي تقريبًا، وكان حريصًا على مشاركة منشوراته في الفيسبوك، قبل أيَّام من وفاته، التي باغتته في رحلته إلى مساندة الرجاء، حيثُ ظلَّ متفاعلًا مع المونديال، وفريقه الأثير الرجاء، ونشر صورًا لتذاكر دخول المباراة، وأخرى لهُ بجانب الحاسوب، وعلى شاشته "شعار المونديال"، فِيما كتبَ في آخر منشور له؛ وضعيَّة الصامت (mode silencieux)، في العاشر من ديسمبر الجارِي. أحمد الراشدي السلاوي، صديقُ الراحل، الذِي لمْ يكن يدرِي أنَّ فرحتهُ ستتحولُ فِي بيته إلى مأتمٍ، وهو فِي ريعان الشباب، قال فِي تصريحٍ لهسبريس إنَّ وفاته لمْ تسترعِ أيَّ اهتمامٍ من مشجعي الرجاء أوْ الإلترات، كمَا من الإعلام، الذِي انشغلَ بالفرحة، أكثر مما التفت إلى فاجعته التِي تركتْ أصدقاءَه المقربين تحت وقع الصدمَة، بعدما لقيَ مصرعهُ في رحلةٍ قصيرة. السلاوِي أضافَ أنَّ أضعفَ الإيمان كانَ يستوجبُ ذكر الفقيد والترحم عليه، بعدمَا فقدَ حياته في رحلةٍ بغرضِ مساندة "الرجاء"، وَحققَ أمنيته برؤيته يفوزُ على أوكلاند، لكنْ لمْ يمهلهُ القدر ليحضر اللقاء الثانِي، ويقفل عائدًا إلى بيته. المتحدث ذاته زاد "سعيد لمْ يمت، وإنما باقٍ فِي قلوبنا، وذاكرتنا التِي ستحتفظُ به صديقًا عطوفًا، وخدومًا لأقربائه وأصدقائه، كما عرفته طيلة 18 عامًا، من صداقتنا، وأنَا لا أرجُو اليوم إلَّا أنْ تشملهُ الرحمة". حريٌّ بالذكر، أنَّ الآلاف من مشجعِي الرجَاء البيضاوِي، ظلُّوا يتوافدون على أكادير منذ عدة أيَّام، لمساندة فريقهم، في سياراتٍ خاصة، كما في وسائل نقلٍ أخرى، لمْ تكن مشقتها لتثنيهم عنْ مآزرة فريقهم الأثير وشد عزيمته، وإنْ كلفَ الآمر ساعاتٍ طوال من السفر، أوْ مبيتًا فِي العراء، وفِي حالةِ سعيدِ روحًا، حصدتها حربُ الطرق الدائرة رحاهَا باستمرار فِي المغرب.