في سياق ردود الأفعال التي تلت زيارة بشرائيل الشاوي لإسرائيل،ابنة القصر الكبير، والتي نختلف معها،كون الأمر يتعلق بقضية جوهرية في الصراع العربي الإسرائلي، إنها القضية الفلسطينية، وقضية القدس، واللاجئين…، وحرصت أن يكون ردي في مقالين، يكون غير مباشروبدون تجريح، حتى نؤسس لخطاب حضاري مثقف، بعيد عن كل الانفعالات، وشرحت فيه كيف أن هذه الزيارة، وغيرها من الزيارات التي قام بها مثقفون آخرون، ترفع بطريقة أخرى العزلة الدولية ، والعربية عن إسرائيل، وتشجع من جهة ثانية تل آبيب على التمادي في سياسة الحصار، والقصف، والتهجير….في حق الفلسطينيين، فضلا عن أن هذه الزيارات تجرح مشاعرنا لاعتبارات إنسانية، وأخلاقية، وقومية، مع أني ألتمس العذر لبشرائيل، مع احترامي لثقافتها، ربما ربما ليس لها اطلاع بمجال العلاقات الدولية. وعلاقة الثقافي بالسياسي. ولكن مايهمني تحديدا في هذا المقال، هو رفض كل أشكال استهداف والد بشرائيل، خصوصا، وأن السيد الشاوي حسب ما علمت من وسائل الإعلام قد توفي رحمه الله فكان من العيب كل العيب استهدافه، سواء من بعيد ، أو قريب، خصوصا وأني كنت أعرفه منذ طفولتي بحي المرس حيث كان يركن سيارته، وقورا، لم يؤذ قط أحد، كان يعتني بنفسه، ويلبس على الطريقة الفاسية، ولم نكن نعلم كأطفال آنداك أنه شاعر، وأديب بيننا، ولكن كان جليا أن الرجل من خلال مظهره أنه مثقف، ومرت السنوات حتى التقيت رجلا يبلغ الآن 75 سنة، وذكر لي بأنه كان من تلاميذ السيد الشاوي بالمعهد الأصيل بالقصر الكبير حسب رواية هذا الشيخ، وعجبت! لأن السيد الشاوي لم تكن تظهر عليه علامات الشيخوخة، بفعل مستوى التنمية البشرية الذي كان يعيشه، إلى أن شاءت الصدف أن أراه هذه المرة قبل سنوات قليلة في رمضان يلقي درسا في الوعظ، والإرشاد بعد صلاة العصر في المسجد السعيد، لكن المرة الأخيرة التي رأيته فيها كان ظهر يوم الجمعة، ربما قبل سبع سنوات، أي عام 2010، لما أدخلنا سيارتينا إلى مرآب قرب المسجد الأعظم، وخرج مسرعا للصلاة، فيما تبعته أنا بعد ذلك إلى نفس المسجد، إذا والرجل كما أحكي لكم، فلماذا إذن نتجرأ عليه؟ ماذنبه؟ أم أننا لا نملك ثقافة الخطاب الرصين؟ قد يقول قائل أن الرجل كان يميل إلى المدح، والجواب :وهل المدح محرم؟هل مطلوب أن يكون الناس نسخة طبقا لأصلنا؟ أليس الاختلاف رحمة؟ حسبنا أن يكون بين ظهرانينا شاعر، وعالم، وفنان، ومستثمر ينحدر من مدينتنا، وكفى.