من أكبر الكذبات التي لقَّنوها لفقراء الوطن وبسطائه،،، عليكم أن تشتغلوا أكثر، لتضمنوا مستقبلا مريحا،،، المستقبل لم يكن غير قاعات الإنتظار في المستشفيات والعيادات،،المستقبل لم يكن غير تكالب الأمراض المزمنة،،،المستقبل لم يكن غير الإهمال الأسري والمجتمعي والحكومي المستقبل لم يكن غير نهاية الخدمة وصلاحية الوجود. كبار السن لا يحتاجون إلى شفقة أحد لأنهم ببساطة كانوا وسيظلون جزءا من هذا الوطن، لأنهم ساهموا في بنائه، ووجب تكريمهم،، لا ببرامج مثل "الحبيبة مي" وما صبَّ في منبعه،،، كبار السن يحتاجون إلى حماية قانونية، عبر تخفيض سن التقاعد،، يحتاجون إلى تغطية صحية مجانية، وإلى إمتيازات في النقل، ومعاملة خاصة في الإدارات الحكومية،،، يحتاجون إلى مرتب شهري، يضمن كرامتهم بغض النظر إن كانوا موظفين متقاعدين ام لا،، حين أشاهد عجوزا يفترش الإسمنت،، وحين أشاهد عجوزا يتسول،، وحين أشاهد عجوزا على كرسي متحرك ينتظر وقتا طويلا لعبور الطريق لأن سعادة السائق لا يسمح له بذلك، أتأكد حينها أن إنسانيتنا تقاعدت عن الإشتغال، ويلزمنا الكثير لإيقاظ الضمير الأخلاقي بداخلنا.