انتشر التسول بكثرة في مجتمعنا الحالي واتخد أشكالا متعددة فلم يعد التسول مقتصرا على أصحاب العاهات البدنية والذهنية أو يقودنا بالضرورة إلى تلك الأسطورة التقليدية التي ارتسمت في أذهاننا منذ الطفولة لذلك المخلوق العجيب الذي كانوا يخيفوننا به إنه المتسول العجوز ذو الشاربين واللحية البيضاء والعينين الغائرتين والظهر المقوس والخطى الوئيدة المثقلة والعصا السميكة يدب بها على الأرض دبا) . أما اليوم أصبحنا نرى ونحن نتحدث عن مدينة المحمدية لمجموعة من الشباب الملقبون ب” الجقارة أو الجقيرية ” وهم المفهوم الجديد للتسول . وقد نصادف شبابا بكامل قواهم الجسدية والعقلية وهو يختلقون مواضيع من وحي خيالهم لكي يثيروا شفقة الناس فيأتيك شاب وهو مهندم ،ويقول لك أنه جاء من مدينة بعيدة وأنه تعرض للسرقة بالعنف وسلب منه كل ما يملك ويطلب منك أن تعينه على تذكرة قطار أو ناقلة . وتصادف آخر يقول أنه جاء ليضع ملف ترشيحه بأحد مراكز التكوين المهني التي لم يجدها ويطلب منك درهما ليطمئن والدته عليه ، وأنت بدورك تشفق عليه وتعطيه 5 أو 10 دراهم . أما النوع المثير للجدل فهو ذاك الشخص الذي يتسول في الحافلة ويعري عن جسده المثخن بعلامات ضرب السكين ويقول بأعلى صوته : (إنه خرج حديثا من السجن وأنه كان يسرق ويتاجر في المخدرات ولا يريد أن يعود إلى طريق الحرام وأنه ينام في الشارع يفترش العراء ولم يذق الطعام منذ البارحة ويقول بأنه يحمل سكينا لكنه لا يريد السرقة) . ويحني رأسه ويتظاهر بالبكاء . وآخرون يأتونك وأنت تشرب فنجان قهوتك في المقهى ليطلب منك أن تدفع عنه ثمن قهوة. هاته هي الموضة الجديدة للتسول حيث يجنون منها أرباحا تصل في اليوم إلى 250 درهم . فكيف ستشتغل هاته الفئة من الشباب وهم يجنون هذا الكم من المبالغ؟ يصرفونها في المقاهي الليلية وحبوب الهلوسة والمخدرات . وإليكم تسول بعض المسؤولين الذين يتخدون بعض الجمعيات ذريعة لجمع التبرعات ، واستعمال التدليس للوصول إلى مآربهم .وفي نبرة عتاب بلسان حال أجيالنا الصاعدة وجب وضع حد لهاته الظاهرة التي تسيئ إلى مجتمعنا. وأردف أحد زملائي الصحفيين إذا كان المتسول يجني حوالي 5000 درهم شهريا فالأحرى بنا إمتهان التسول بدل الصحافة والتي لا نجني منها إلا التعب . روبرطاج هام وطريف حول هذا الموضوع انجاز محمدية بريس ، قريبا..