أطفال للإيجاراصبح من النادر جدا أن يمر يوم دون أن تلاحظ عيون المارة متسولون بسحنات مختلفة وأعمار متباينة يجوبون الشوارع أو يفترشون ارض أبواب المساجد والابناك والمحلات التجارية أو قريبا من أجهزه الصرف الآلي خاصة في نهاية كل شهر وعند قرب موعد صرف رواتب الموظفين وهلم جرا وقد يكون معظمهم لا يستحق صدقة وإنما اتخذ من التسول حرفة سهلة كأسلم وأسهل طريقة لكسب الرزق بينما المحتاجون أصحاب الحاجات الحقيقيين لا يسألون الناس صدقة لان لديهم حرج وخجل جحافل المتسولين والشحاذين تتناسل يوم بعد يوم ومع دالك نتعايش مع هده الظاهرة راضين بها كأنها قضاء وقدرومن بين هده الظواهر المخجلة التي أصبحت تسترعي الانتباه ظاهرة التسول بالأطفال التي أضحت تعم كل أنحاء المدينة ، متسولات يفترشن الأرض وفي حجرهن أطفال صغار يغطون في نوم عميق مما يقوي الطرح الرائج القائل بان المتسولات يعمدن إلى إعطاءهم محلولا مخدرا وتعتمد المتسولات في التسول على أطفالهن وفي حالات كثيرة على أطفال غيرهن مقابل مبالغ مالية ولن تجد متسولة تقر بأنها تستأجر الأطفال ولكن يسهل معرفة دالك سريعا من المتسولين الذكور، يقول متسول جاوز عقده السادس( أن متسولات معروفات يكسبون المال من استئجار الأطفال من أوليائهم المعوزين القاطنين الأحياء الفقيرة والبوادي ومنهم المنحرفون المدمنون مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى مئة درهم للطفل في اليوم الواحد وترتفع أسهمه في بورصة التسول إلى مئة وخمسين درهما في المواسم الدينية والأعياد او ادا كان معاقا أوبه عاهة مستديمة للتاثيرعلى دوي الأريحية من المحسنين)وأنت تجوب مدينة الجديدة كباقي المدن المغربية وفي أماكن كثيرة ترتفع أيادي المتسولات بشكل لافت في مظهر مؤرق مع صغارمؤجورين تشكل خطرا على الأطفال وعلى سلوكياتهم دون أن تحرك الجهات المسئولة ساكنا لإيقاف هدا النزيف المتعدد المشاهد الدرامية و المتعددة الأشكال والألوان في محاولة استغلال رأفة ورقة قلوب المحسنين ، ولتكتمل مشاهد البؤس والانكسار تحرص المتسولات على أن يناولن الأطفال المستأجرين منوم ليبقى دون حراك على الأرض تحت المطر والبرد القارس شتاء وحر الشمس صيفا غير حافلات بالنتائج الصحية الوخيمة على هؤلاء البؤساء من اضطرابات في الجهاز التنفسي وربو وحساسية والتهابات في الحلقوم واللوزتين بسبب مكوثهم طويلا على الرصيف بينما أخريات يدفعن بالأطفال الأبرياء نحو المارة في الشارع بلهفة المحتاج وتبقي هن في مكانهن كأنهن يحرس المكان ومع توالي الأيام يتحول هؤلاء الأبرياء إلى منحرفون أو متسولون في المستقبل نتيجة تلقيهم ضروب وفنون الاستجداء وعندما يكبرون يصبحون دوي خبرة ودراية في التسول فيرقون إلى درجة اكبر ليقوموا بترويج المخدرات وارتكاب الجريمة والسرقة والشاهد أن صغارا ذكورا وإناثا يقومون لوحدهم بالتسول بعد تخرجهم من مدارس التسول على أيدي متسولات بات التسول لديهن ينافس خطط النصب في حبكها أن العديد من حالات الإساءة للأطفال على هدا النحو على يد المتسولات تصل إلى حد المعاملة القاسية ولاانسانية وفي بعض منها تصل إلى مستوى التعذيبللتسول أساليب و مواسم للتسول مواسم قد تكون أكثرها تفشيا شهر رمضان والأعياد وأيام الجمعة والأسواق الأسبوعية وعند متم كل شهر وقت استلام الموظفين لرواتبهم الاان يوم الجمعة يبقى اليوم المفضل لكل المتسولين والمتسولات حيث تبدأ وفودهم في التقاطر على المساجد مند الساعات الأولى من هدا اليوم ،في كل زواياه تجد نساء متسولات بأيادي ممدودة تنتظر عطاء وصوتهن مملوء بالدعاء لعل قلوب المارة ترق ، في كل جمعة تسوقني قدماي إلى المسجد القريب من عمالة الإقليم يسترعاني وجود هؤلاء المتسولات الحاملات على مناكبهن وظهورهن أطفالا رضع ويسترعاني إصرارهن على البقاء في المكان ذاته ، نظرات عيونهن وخطبهن العصماء لا تحمل سوى معنى الحرمان وعلى بعد أمتار من هؤلاء النسوة وبالقرب من مدخل المسجد متسولات أخريات ملتفات بأثواب رثة يؤثثن فضاء المكان ما يبدو أنهن بقايا نساء يعرضن حالتهن بأنهن فقيرات ومريضات وغير دالك من الأعذار التي تعودنا عليهاوأنا أتعثر بهؤلاء النسوة أينما مشيت وسط المدينة وفي الباحات القريبة للمسجد والابناك والمحلات التجارية وكل الأماكن التي تشكل ملاذهن المفضل للتسول أثارني حد الدهشة إحداهن في الشارع الرئيسي للمدينة تضع على الأرض طفلين رضيعين يبدوان أنهما توأمين في هدا الجو القارس دون أن تحفل بالآمهم الجسدية والنفسيةو ما يبدومن خلال رؤيتها أنها في حالة العدة بلباسها الأبيض وقسمات وجهها الحزين الدي وازته بكلماتها عن واقعها المرير ( لهلا يتلي بكم زمان عاونوني على لوليدات ) البعض ينظر إليها شزرا والبعض الأخر يغض طرفه ويبتعد مسرعا والقلة القليلة يتوقفون وينظرون في وجهها يناولونها قطعة نقديةالسلطة تطاردهنيقوم رجال السلطة بشن حملات تمشيطية تستهدف هده الفئة فتحشرهم في سياراتها وتخضعهم لإجراءات روتينية تتمثل في التحقيق من الهوية ثم تطلق سراحهم ولماما تقدمهم للعدالة وعندما يريد مسئول أجنبي زيارة المدينة فان للسلطة لغة أخرى اد تحشرهم في سيارات وتلقي بهم في دار العجزة وهنا تطرح إشكالية تفعيل وتعديل النصوص القانونية المجرمة لظاهرة التسول والعاجزة عن الحل والجزر المناسبين فعنصر الاعتياد الذي نص عليه المشرع المغربي كشرط للعقاب في تلك الجرائم لا يعتبر حسب بعض الحقوقيين المعيار الأنجع لمكافحة هده الآفة و ان كان المشرع المغربي قد خص ثمانية فصول في القانون الجنائي من 326 الى333 ، فالفصل326 ينص على انه يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة اشهرمن كانت لديه وسائل التعيش أو كان بوسعه الحصول عليها بالعمل اوباي وسيلة مشروعة ولكنه تعود ممارسة التسول في أي مكان كان والفصل 327 يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة كل متسول حتى ولوكان ذا عاهة أو معدما استجدى باستعمال التهديد أو التظاهر بالمرض أو ادعاء عاهة أو تعود استصحاب طفل صغير أو أكثر من غير فروعه أو التسول جماعة إلا ادا كان التجمع مكونا من الزوج وزوجته أو الأب والأم وأولادهما الصغار أو الأعمى أو العاجز أو من يقودهما والفصل328 عاقب بالعقوبة المشار إليها في الفصل السابق من يستخدم في التسول صراحة أو تحت ستار مهنة أو حرفة ما أطفالا يقل سنهم عن ثلاثة عشرة عاما ونص الفصل 330 الأب أو الأم أو الوصي أو صاحب العمل وعلى العموم كل من له سلطة على طفل أو من كان قائما برعايته ادا سلموا ولو بدون مقابل أطفالهم أو اليتامى المكفوفين أو الصغار المتعلمين الدين يقل سنهم ثلاثة عشر عاما إلى مشردين أو محترفي التسول يعاقبون بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين كما نص الفصل 331 انه يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات كل متسول ولو كان من دوي العاهات وكل متشرد يوجد حاملا أسلحة أو مزودا بأدوات وأشياء مما يستعمل لارتكاب جنايات أو جنح أما الفصل333 فنص على انه يجوز الحكم بالمنع من الإقامة مدة خمس سنوات على مرتكبي المشار إليها في الفصلين 331 و332 وادن بالرغم من تجريم المشرع المغربي لهده الظواهر خصوصا ماتعلق منها باسطحاب الأطفال في عملية التسول فانه مع دالك تزداد الظاهرة انتشارا بشكل مقلق وتشهد توافد المزيد من الوجوه في كل شارع وفي كل زاوية فأضحت حرفة مربحة تدر على متعاطيها أموالا يدفع لهم البعض بدفع الشفقة أو الصدقة أو الإحسان ولاكتهم بما يفعلون غافلون أو يتغافلون عن حقيقة هؤلاء و عن من هم في مسيس الحاجة للصدقة فعلاما يشبه الختميبدو أن المتسولات اتخذن منحى الحرفية فادا كانت الحاجة والفقر من بين ألأسباب إلا أن الظاهرة استشرت في مدينة الجديدة و في كل المدن المغربية بشكل ملفت حتى بدا من غير الممكن القضاء عليها وأصبحت من قبيل السلوكات العاديةفان تصادف متسولا أو متسولات لاستدرار عطفك فهدا معتاد في واقعنا اليومي ولكن المحزن حقا هو ما تعرفه هده الآفة من ابتكار أساليب أكثر تأثيرا باللجوء إلي استئجار أطفال رضع الطبيعي في اللعب والتمدرس ليزج بهم في عالم سيقوا إليه دون إرادتهم عالم التسول و التجوال في الشوارع والحافلات والمقاهي والجلوس على الأرصفة دون رحمة ولا شفقة وانه لابد من وقفة صلبة وحازمة مع هده النماذج التي تعيش خداعا وابتزازا