امين الشنتوف ابن مدينة القصر الكبير و بطل من ابطال المغرب في رياضة العدو، لم تسنح لي الفرصة ان اتعرف عليه بشكل شخصي حين كان يمارس العدو بالمدينة اي قبل الاحتراف، لكنه كان دائما بالقرب مني خصوصا وانني كنت امارس نفس الرياضة بجمعية واد المخازن مما كان يدفع بي الى التعرف على الرياضيين القصريين الذين بدأت تنكشف امامهم طريق النجاح ولان معظم اوقاتي كانت مكرسة للحديث وممارسة رياضة العدو الى حدود الكسر الذي تعرضت له في احدى البطولات المدرسية سنة 2003 باعدادية امام مسلم ، كما انني صديق لاخيه الاصغر منذ السنوات الاولى من التعليم الابتدائي بمدرسة احمد الحياني وكذالك ايام الثانوي بثانوية احمد الراشدي، كما كان ولازال لي اصدقاء في نفس الحي الذي يقطن به بطلنا منهم التازي ياسين ومعاذ المنصوري ومحمد بنجمل واخيه اسماعيل ورشيد الموالدة وغيرهم. ان هذا البطل العصامي وصل الى ما وصل اليه بالجد والكد وباخلاقه الرفيعة وكذا بحبه واخلاصه لرياضته المفضلة. فكل شبر في مدينة القصر الكبير وخصوصا الضواحي والاماكن غيرالاهلة بالسكان تعرف اقدامه الذهبية وتعرف مقاس حدائه، بدءا بالسلالين والديبو وطريق تطفت وعين عسكر وطريق سيدي البياتي وغيرها من الاماكن التي ارتادها بطلنا الذي علينا ان نفتخر به كثيرا لعدة اعتبارات اهمها رفع علم هذا الوطن الجريح عاليا في سماء التظاهرات الرياضية العالمية اسوة بالامم التي تفوز وتسجل حضورها في فمثل هذه المحافل والتظاهرات الرياضية . وجدير بالذكر والتذكير ان الشنتوف ليس هو الاسم الاول او الاوحد الذي انتجته مدينتنا المكلومة، فلطالما اعطت مدينة القصر الكبير اسماء وازنة في كل المجالات والميادين ان في الرياضة او في مجالات المعرفة الانسانية، فقد انجبت هذه الاخيرة الضاربة جدورها في اعماق التاريخ واعماق التخلف كذالك للاسف، اسماء وازنةلا داعي لذكرها مدامت هذه الكلمات موجهة بالخصوص الى ابناء المدينة، وحري بالذكر والتذكير كذلك ان هذه المدينة اعطت ولازالت تعطي بصمت ودونما كلل او تردد، اعطت وتعطي دونما مقابل او عطاء قبل لا سواء من المسؤلين الذين تعاقبوا على رئاسة المجلس البلدي او الحاكمين الفعليين لهذا الوطن، ويعود سبب هذا التهميش والاقصاء لكون المسؤوليين المحليين وكما اتبتث التجربة لا يهمهم النهوض بالمدينة وباوضاعها في جميع المجالات والمياديين وكل ما يهمه هوالنهوض بارصدتهم تكديس الثروة عن طريق النهب والرشوة والتبذير الغير المعقلن للميزانيات..الخ ، اما الحاكميين الفعليين فلربما لازالوا يعاقبون هذه المدينة بسبب انخراطها منذ الرعيل الاول في معركة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. صديقاتي اصدقائي ابناء القصر الكبير تصوروا معي ان المهتمين والمسؤولين عن الرياضة اناس اكفاء ونزهاء ومختصين مخلصين لهذه المدينة وللوطن . تصوروا معي ان اموال الدعم والميزانيات تذهب في اتجاهها الصحيح في البناء والتجهيز والتدبير ووو …الخ كم كانت ستقدم القصر الكبير من الميداليات والالقاب للمغرب وبالضرورة للمدينة، وكم كان سيرفرف علم المغرب في التظاهرات الرياضيىة العالمية، لكن للاسف فالانسان العاقل الذي يؤمن بالمنطق ويطبقه في حياته اليومية وفي طريقة تفكيره في الاشياء لا يستطيع ان يتصور او ان يرسم دائرة على شكل مربع في ذهنه لانها مستحيلة ، كذلك هو الامر بالنسبة الى القول السالف الذكر اي في تصور قصر كبير اخر وممكن في حضور وبقيادة هذه الوجوه الفاسدة التي تسيطر على المشهد السياسي . والحقيقة اواقع الامر هو ان الميدان الرياضي شأنه شأن باقي الميادين والمجالات وضعوا(بضم الواو) في ايادي قدرة لا يهمها سوى تكديس الاموال ونهب الميزانيات، ايادي قدرة ومحترفة في النهب والفساد ، ايادي يصدق عليها قول الروائية الجزائرية احلام مستغانمي حين كتبت في احدى روايتها مستهزئة وساخرة من لصوص الوطن : " المجد للصوص جميعا …فهذا زمن الايدي التي تنهب لا تلك التي تشقى او تكتب" . واخيرا فان العبرة من هذه الاسطر التلقائية وغيرالمفكر فيها مسبقا والمكتوبة بحرقة العاشق لشيء ما والتي حاولت ان اصيغها بلغة بسيطة وواضحة، تكمن في كون ان مدينة تاريخية صغيرة ومهمشة استطاعت ان تنجب وتعطي الكثير لهذا الوطن من دون كللل او ملل ومندون مقابل ومنذ تاريخ بعيد لدرجة انها استطاعت ان تكسر القاعدة التي تقول ان فاقد الشيئ لا يعطي، حيث نجدها تقدم وتعطي من دون اي التفاتة للحكام الفعليين لهذا الوطن او مسؤوليه المحليين، فما بالكم اذا ما كانت هناك ارادة سياسية حقيقية من الحاكمين الفعليين للمغرب للنهوض باوضاعها على جميع الاصعدة والميادين بداية بفسح المجال اما الكفاءات والنخب الشابة المحبة والمخلصة للمدينة. والعبرة الاكبر التي يجب نعرفها وان لانقفز عليها هو انه على شرفاء هذه المدينة ومناضلييها المخلصيين شيوخ وباب نساء ورجال التكتل في اطار جبهة محلية لمجابهة هذا العبث الذي يسود ويهيمن على جميع مناحي الحياة، وكذلك من اجل فضح ومحاربة الفساد والمفسدين في كل الميادين والمجالات من اجل التأثير في المسار الذي تم وضع المدينة فيه، المسار البعيد عن التنمية والتقدم والتطور، كل هذا في ارتباط وثيق وجدلي بما يقع في المغرب والعالم من تحولات خطيرة وعميقة. اما ان الاوان ان ندق ناقوس الخطر … اما ان الاوان ان نجهر بالحقيقة …