عندما نتذكر اللاعبين الرموز الذين أعطوا الشيء الكثير للرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، لابد من استحضار اسم لامع وخالد في تاريخ فريق شباب المحمدية، إنه اللاعب الأنيق والمشاغب بوهشانة عبد المجيد الملقب ب«شان». لقد أعطى هذا الرجل الشيء الكثير لفريق شباب المحمدية، لاعبا ثم مؤطرا لأقسامه الصغرى وحتى لفريقه الأول. يتميز بسرعة الحركة كلاعب، وكان ذكيا في تحركاته في الخط الأمامي، فكثيرا ما اصطاد ضربات الجزاء وسجل أهدافا حاسمة لفريق شباب المحمدية أمام العز والتألق، أستاذ التربية البدنية كان يستغل منصبه لاختيار أجود الرياضيين من التلاميذ لضمهم لشباب المحمدية سواء كان ذلك في كرة القدم أو كرة السلة أو كرة اليد أو باقي الرياضات الجماعية، متزوج وله أربعة أبناء، ولازال يمارس مهامه كأستاذ للتربية البدنية بالإضافة إلى الأنشطة الاجتماعية الأخرى، كاتب عام لجمعية قدماء شباب المحمدية ومنسق نادي البيئة والصحة بالإعدادية التي يعمل بها، حضوره بارز ومتميز في مجالات تخصصه، له علاقات اجتماعية وإنسانية مع الجميع، فاز بألقاب عديدة نذكر منها كأس العرش 1975، بطولة المغرب في موسم 1980، كما اختير كأحسن جناح أيسر سنة 1974، كما عين ناخبا وطنيا لفئة الشبان لعصبة الدارالبيضاء الكبرى. التقيناه وأجرينا معه الحوار التالي: تعيش الرياضة في المحمدية وضعا كارثيا لا يسر عدوا و لا صديقا، وكثر الحديث عن هذا الأمر حتى من الذين ساهموا في تخريب هذا الميدان.. فما هو تقييمكم للوضعية السالفة الذكر؟ بالفعل يمكن القول في هذا المجال أن الرياضة في المحمدية أصبحت حديث الخاص والعام، وتثار في هذا الشأن أكثر من علامة استفهام؟ حيث تعاني الرياضة بالمدينة معاناة منهكة، والدليل على ذلك هو فريق شباب المحمدية لكرة القدم الذي ظل يعاني ويصارع إلى أن عصفت به الرياح إلى قسم الهواة. والتساؤل الذي يظل يطرح نفسه بإلحاح هو إلى متى ستستمر وضعية الرياضة بالمدينة على هذا الحال؟ بالأمس كانت المدينة تزخر بالأبطال واللاعبين المتميزين في جميع الرياضات ككرة القدم، الطائرة، اليد، السلة، سباق الدرجات، الكرة الحديدية، الملاكمة والرياضات البحرية... تظاهرات رياضية بجميع أنحاء المدينة حتى سميت مدينة الرياضات، شواطئ المحمدية غاصة باللاعبين، وكان وراء هذا كله رجال يخدمون المدينة والرياضة من أجل الرياضة فكانت النتيجة أنذاك إيجابية بامتياز. يظهر من خلال تحليلكم للوضعية أن هناك اختلالات كبيرة في البنية التأطيرية والتدبيرية للرياضة المحلية، فما هي الحلول التي تقترحونها للخروج من هذه الوضعية؟ في نظري يمكن القول إنه إذا أردنا الخروج من الأزمة الحالية وتفادي كل هذه الأشياء، ومن أجل إرجاع الرياضة المحلية إلى أمجادها السابقة والقطع بصفة نهائية مع الفوضى والعشوائية والسلوكات الهاوية الممنهجة التي تؤدي إلى غياب استراتيجية واضحة للعمل، وبالتالي تكون الرياضة بالمدينة عرضة لعواصف من الرياح العاتية مما يؤدي إلى الاندثار التام، لابد من الرجوع إلى الصواب، وذلك من خلال العودة إلى الأشخاص المحترمين ذوي التاريخ النظيف والمعروفين بصفاء ذمتهم وغيرتهم الحقيقية على الرياضة، وكل شرائح ومكونات الحركات الرياضية من أجل تنسيق الجهود في سبيل تهييء أرضية صلبة وواقعية وديموقراطية يتفق عليها جميع المتدخلين الحقيقيين في المجالات الرياضية تقنيا وتدبيريا واقتصاديا واجتماعيا وسلوكيا، حتى يكون ذلك ملائما للرسالة الملكية في هذا المجال، والتي تؤكد قوله: «ومن التجليات الصادقة لاختلالات المشهد الرياضي ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية من لدن بعض المتطفلين عليها للارتزاق أو لأغراض شخصية، إلا من رحم ربي من المسيرين الذين يشهد لهم تاريخ الرياضة ببلادنا...» وخلاصة القول إن أي إصلاح كيفما كان نوعه لابد له من مسيرين أكفاء حقيقيين يتسمون بالنزاهة والمعرفة العلمية للميدان، وأطر ناضجة واعية مكونة تكوينا أكاديميا وميدانيا يسمح لها بدور المؤطر والمربي الحقيقيين، فطبيعة المرحلة التي تقطعها الرياضة بالمغرب لابد لها من إنشاء لجان للمتابعة وتنفيذ القرارات الصادرة من الأجهزة الوطنية ونحن في بداية الاحتراف، ووضع حد للمتلاعبين كيفما كان انتماؤهم والاعتماد على وسائل تواصل شفافة وواضحة، وعلى إعلام نزيه بعيد عن الزبونية والمحاباة وأنصر أخاك ظالما أو مظلوما سواء كانت وسائل الإعلام هذه مسموعة أو مقروءة.. تعتبر كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية، وكانت في مدينة المحمدية القطار السريع الذي كان يجر باقي الرياضات في المدينة، ولكن حالة كرة القدم اليوم لا يسر، ويجتاز مراحل صعبة بعد الفشل الذريع الذي كان سببه التدبير السيء للمراحل السابقة، مما أدى إلى الإنحدار الخطير لشباب المحمدية، الفريق الأول للمدينة؟ بطبيعة الحال، كانت كرة القدم في المحمدية منبتا لكبار الأبطال، وكانت المدينة تتوفر على لاعبين دوليين مميزين أعطوا الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية على عدة مستويات. أما اليوم وأمام الإهمال الذي تعانيه كرة القدم بالمدينة، لابد من وقفة تصحيحية لإطارات تدبير شؤون كرة القدم على المستوى المحلي، سواء كان ذلك على مستوى التسيير أو التأطير أو اللاعبين الجيدين. بصفتكم الكاتب العام لجمعية قدماء لاعبي شباب المحمدية، نسألكم ماهي الخطوات التي قطعتموها من أجل تطوير عمل جمعيتكم؟ وماهي الأهداف المتوخاة تحقيقها بعد تجديد مكتب الجمعية؟ كما يعرف الجميع فجمعية قدماء اللاعبين التي يرأسها اللاعب السابق إدريس بوقنطار قامت بعمل ملموس، وطيلة هذه السنة بعد تجديد مكتب الجمعية، وهي في الطريق لتحقيق انجازات مهمة تتجلى أساسا في تنظيم دوري للأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 12و13 سنة طيلة شهر كامل، بمناسبة عيد العرش، ولقي نجاحا مهما على جميع المستويات، كما كافح مكتب الجمعية وحصل على مقر دائم بملعب البشير، ونحن بصدد العمل على إصلاحه وترميمه، كما أن مشروع خلق مركز للتكوين في كرة القدم لفائدة الفئات الصغرى حظي بالقبول من طرف المسؤولين عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتمت الموافقة عليه ليخرج إلى حيز الوجود قريبا، ويهدف هذا المشروع إلى تأطير أطفال الأحياء الشعبية، وخاصة المنحدرين من عائلات فقيرة، وذلك عن طريق إدماجهم في أنشطة تربوية ورياضية تؤهلهم للاندماج بسرعة في فرق وأندية رياضية منظمة، كما أن لهذا المركز خصائص أخرى يمكن حصرها في خلق فرص للشغل لفائدة اللاعبين السابقين والأطر المحلية المهتمة في مجال التأطير والتكوين. وفي نفس الإطار ينظم دوري في كرة القدم للأحياء على صعيد تراب المحمدية وجماعاتها، وجاء هذا الدوري للإعلان عن مرحلة جديدة في مشوار الجمعية وفتح الأبواب أمام تعاون مستمر مع فعاليات المحمدية في إطار من الشفافية والوضوح وتدعيم الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة. بما أننا نعرف جيدا الامكانيات الفكرية والتقنية والمعرفية التي تتوفرون عليها، نترك لكم مجالات دون سؤال للحديث بكل حريته عن ما تؤمنون به وتشعرون به في المجال الرياضي والاجتماعي بالمدينة؟ أشكر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» على اهتمامها بالقطاع الرياضي بمدينة المحمدية، مدينة الرياضات. من خلال هذا المنبر أوجه ندائي إلى ذوي النيات الحسنة وأطلب منها أن تستيقظ لتوقف هذا النزيف الذي تعيشه الرياضة المحلية، وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح.