اعتبر عدد من اللاعبين الدوليين السابقين والمدربين وفاة الإطار الوطني عبد الله أجري الملقب ب "بليندة" خسارة كبيرة ليس لكرة القدم المغربية فحسب بل للرياضة الوطنية ككل ). وأكدوا في شهادات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب تشيع جثمان الفقيد بعد صلاة عصر اليوم الخميس إلى مثواه الأخير بمقبرة شالة بالعاصمة ، أن عبد الله بليندة يعد من خيرة الرياضيين الذين عرفهم المغرب، إذ جمع بين ممارسته لكرة القدم وكرة اليد ودفاعه عن الألوان الوطنية ضمن صفوف الفريقين الوطنيين للعبتين. وأضافوا أن الفقيد ، الذى وافاه الأجل المحتوم يوم أمس الأربعاء عن سن 59 عاما " كان "مربيا ورياضيا متعدد التخصصات بامتياز " مكبرين فيه وفاءه أشد ما يكون الوفاء لناديه الأم إتحاد الفتح الذي قاده إلى الفوز بكأس العرش مرتين ( 1973 و 1976 ) لاسيما في المباراة التي جمعت الفريق بالاتحاد الزموري للخمسيات بملعب الانبعاث بأكادير والتي كسبها الفريق الرباطي بثلاثة أهداف لاثنين سجل منها بليندة ثنائية . ولم يفت هؤلاء اللاعبين والمدربين التذكير بأن بليندة رسم لنفسه اسما كبيرا في عالم الرياضة المغربية وخاصة فى مجال التأطير التقني، إذ أشرف على تدريب المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات والعدديد من الاندية الوطنية. وفي هذا السياق، قال الحارس العملاق في عقدي الستينيات والسبعينيات في صفوف الفريق الوطني وفريق الجيش الملكي علال بنقسو " لقد فقدت في عبد الله ابن الحي في تواركة والأخ والصديق . مسيرته الرياضة حافلة سواء كلاعب أو كمؤطر . شخصيا اشتغلت معه في الإدارة التقنية لاتحاد تواركة . إنه من الأطر المغربية المشهود لها بالكفاءة والدراية ". أما اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي للمنتخب المغربي للاعبين المحليين مصطفى الحداوي الذي خلف في هذا المنصب المرحوم بليندة فقال " أنا مدين لهذا المؤطر ، الذي يعز نظيره ، والحامل للعديد من الشواهد العليا، بالشىء الكثير في مساري الرياضي سواء حينما كنت لاعبا أو عندما ولجت عالم التدريب ". وأضاف الحداوي " لقد شد بيدي والشأن نفسه بالنسبة لعدد من اللاعبين الآخرين كحسن فاضل وعبد السلام لغريسي وعبد الرزاق خيري حينما كنا في المنتخب الوطني للشبان وبعدها في الفريق الوطني للأمل فمنتخب الكبار . وعندما طرقت باب التدريب قدم لي يد المساعدة ولم يبخل علي أبدا بنصائحه وإرشاداته القيمة ". وخلص الحداوي إلى القول " آمل أن أحقق لقبا مع منتخب المحليين لأهديه إلى روح الفقيد الذي لم تنصفه الرياضة ولم تفه حقه ". أما الدوليان السابقان خالد الأبيض وحمادي حميدوش اللذان كانت تربطهما بالمرحوم علاقات صداقة متينة فقد عددا مناقب الفقيد وسجاياه وخصاله المهنية والانسانية والخدمات التي أسداها لفريقه الأم اتحاد الفتح وللمنتخبات الوطنية التي تولى تدريبها. ومن جهته، قال اللاعب الدولي والمدرب السابق حسن أقصبي رئيس جمعية قدماء لاعبي اتحاد الفتح إن " وفاة بليندة خطب جلل وخسارة فادحة للرياضة المغربية بصفة عامة ولاتحاد الفتح بصفة خاصة . إن هذا الرجل ، الطيب المعشر والأخلاق السامية ، أعطى وأجزل العطاء للرياضة المغربية ". أما البطل الأولمبي في ألعاب القوى، خالد السكاح فقال بنبرة حزينة " الرجال من طينة المرحوم نادرون جدا . ما نعرفه جميعا عن بلنيدة أنه كرس كل حياته للرياضة وأسدى لها خدمات جليلة . وإن رحل عنا اليوم إلى دار البقاء فإنه سيبقى في الوجدان أبد الدهر ". وكان قد تم بعد صلاة عصر اليوم الخميس تشييع جثمان المرحوم عبد الله بلنيدة إلى إلى مثواه الأخير بمقبرة شالة حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب، بحضور أفراد عائلته ووزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري والكاتب العام للجنة الوطنية الأولمبية المغربية السيد نور الدين بنعبد النبي، فضلا عن حشد من رؤساء الجامعات الرياضية والأندية من مختلف المدن وقدماء اللاعبين والمدربين والمسيرين ورجال الفكر والثقافة والفن وشرائح مختلفة من المجتمع المدني.