الحُسين تاجرٌ سوسي شِبه قصري قضى زُهاء العشرين سنة بمدينة القصر الكبير يَعشقُ كثيراً سيارة رونو إكسبريس.كان كُلّما التقى أحداً في طريقه سأله قائلاً: " مَا عْلى يْدّْكشي شِي إكسبريسْ للبيع"… مُؤخراً اقتنى الحُسين خُردة تسيرُ على عجلات تُشبه الإكسبريس بالإسم فقط، هاتفني " باشْ يْبانْ عليَّ" إلتحقتُ بِهِ بِمحلٍّ لِغسلِ السيارات و جدتُه "يَفْرِكُ" الإكسبريس بالماء و الصابون، انتظرتُه حتى انتهى من غسلها.و رافقته في جولةٍ بالمدينة على متن خُردَتِه، كان كل كلامه عبارة عن تمجيدٍ و مدحٍ لِسيارته الإكسبريس. مَرَرْنا بِسوق للّا رقية، من شدّة فرحَتِهِ كان ينوي شراء بطيخة و يُسافر بِعائلته الصغيرة إلى شاطئ أصيلة. بِشقِّ الأنفُسِ عثر على مكان لِركنِ خُردته لِما يَعرِفه سوق للّا رقية من "روبلةٍ". و هو بصدد ركنِ سيارته فإذا "بِكَرْويلةٍ" تقْصِدُ الإكسبريس، سائق العربة يجُرُّ بِكلِّ ما أوتيَ من قوّة اللِّجام لكن الدابّة "حْلفْت لا توقَفْ"… و أخيراً توقّفت العربة لكن بعد أن "فَلْعَصَتْ" باب الأكسبريس و كسرت مِرآتها و الزجاج الجانبي. كاد الحُسين أن يُصابَ بسكتةٍ قلبيةٍ بعد أن خاطبه سائق "الكرويلة": "أنتَ عارْفني ما عَنديشْ الْفْران و كَدَّاحْسْ مْعايَ" قالها و اختفى بين الحشود. "صَبّرتُهُ" بالمقولة الشهيرة "ما عندك مادّير آخاي الحُسين الحديد هو هذا و راها لْقاتْ الباسْ، تبعَّدْ غير على الرّاس و تْجي فينْ ما بْغاتْ" لَمْلمَ الحُسين جِراحه و انتفض صارخاً بأعلى صوته: "واش المدينة لّي باقي فيها الكارّو كَتْسمّيوْها مدينة؟ فين همّا هاد المسؤولين فين هو هاد التغيير لي فضوحونا بيه واش أنا نضيع دبا"… ردّدها و ريقه يتطاير من فمه… لِلعِلم فإنّ الحُسين كان قد باع صوته في الإنتخابات الفارطة بِكيس دقيقٍ و قارورة زيتٍ و قالبٍ من السكر. و الآن يتساءلُ أين هم المسؤولين و التغيير الذي حدّثونا عنه… من باع صوته بثمن بخس ليس من حقه المطالبة بشيءٍ من حقوقه لأنه لخّص كل مطالبه في "الزّرقالاف"، و كلُّ ما عليه هو أن "يُكَمِّدَ الضّربة و يصبر" #بِيعْ_صوتك_وتْسنّى_التّغيير