استكمالا لبرنامج الأنشطة الثقافية و الفنية التي سطرتها الجامعة الشعبية للتعلم مدى الحياة بالقصر الكبير ،تخليدا لذكرى معركة وادي المخازن "معركة القصر الكبير" احتضن مسرح دار الثقافة بالقصر الكبير ، مساء يوم الخميس 04 غشت ندوة عليمة في موضوع " معركة وادي المخازن و بناء الهوية الوطنية المغربية " بمشاركة ثلة من الباحثين وحضور فعاليات مدنية وجمعوية. استهلت الندوة العلمية، التي أدار فقراتها بجدارة الأستاذ مصطفى العلالي، بكلمات افتتاحية لكل من سعيد الدكالي ممثل فيدرالية المدارس العليا الشعبية الالمانية بالمغرب و الأستاذ ادريس حيدر نيابة عن اللجنة العلمية التابعة للجامعة الشعبية بالقصر الكبير. هذه الكلمات تم خلالها الترحيب بالحضور و الضيوف الكرام، والتعريف بسياق الندوة العلمية التي تأتي في اطار تخليد الجامعة للذكرى 438 لمعركة القصر الكبير على مدى ثلاث ايام ، حيث نظمت الجامعة خلال اليوم الأول حفلا موسيقيا بهيجا ،أحيته فرقة جهجوكة العالمية بساحة سيدي عبد الله المظلوم ونظمت في اليوم الثاني مسيرة بالمشاعل لفرسان الخيالة مرفوقة بالأهازيج الشعبية طافت بعض شوارع المدينة مع عرض فيلم "طبول النار" معركة الملوك الثلاثة للمخرج سهيل بنبركة بالهواء الطلق بنفس الساحة. وعرف الاستاذ سعيد الدكالي في كلمته بالجامعة الشعبية واهدافها. الندوة العلمية صادفت الذكرى 438 للمعركة، وحملت عنوان " معركة وادي المخازن و بناء الهوية الوطنية المغربية " وشارك كل من الدكاترة عثمان المنصوري و عبد الواحد العسري و محمد سعيد المرتجي. عثمان المنصوري الباحث في العلاقات المغربية البرتغالية و رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي سلط الضوء في مداخلته على " السياقات التاريخية لما قبل معركة وادي المخازن و ما بعدها حسب المصادر البرتغالية" طرح من خلالها مجموعة من الاشكاليات التاريخية التي يمكن دراستها من طرف المتخصصين، داعيا الى عدم الاقتصار على المصادر المغربية فقط في تناول احداث المعركة وضرورة الانفتاح على المصادر البرتغالية لتنويع الرؤى لدى الباحثين، باعتبار المعركة هي تاريخ مشترك بين المغرب و البرتغال ، مختتما مداخلته بالدعوة الى الانتقال من الطابع الاحتفالي التاريخي بالمعركة الى استثمار الحدث من اجل خلق تنمية محلية بالمنطقة يشارك فيها المستثمرون المغاربة و البرتغاليون. عبد الواحد العسري الأستاذ بكلية الآداب و العلوم الانسانية بتطوان ،سلط الضوء في مداخلته على جوانب من دراسة شخصية عبد الملك السعدي التي لم ينصفها التاريخ حسب رأيه ، متحدثا عن الظروف التي عاشها بكل من الجزائر و تركيا بعد فراره من المغرب و عودته من اجل استرجاع الحكم من ابن اخيه المتوكل ، مبرزا بعض جوانب مشروعه التحديثي للنهوض بالمغرب و ربط ذلك بوضعية المغرب في القرن 16 . محمد سعيد المرتجي، نائب رئيس جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الاثار و أستاذ التحافة بجامعة محمد الخامس بالرباط عنون مداخلته ب" حفظ ذاكرة وادي المخازن و دوره في التنمية المحلية المستدامة" مقدما في عرضه مجموعة من الإجراءات و التصورات العملية التي يمكن من خلالها استثمار المعركة و موقعها في النهوض بالتنمية المحلية اقتصاديا و اجتماعيا . مستشهدا بنماذج من بعض الدول التي استثمرت أحداثا تاريخية تقل اهمية عن معركة وادي المخازن في تحقيق تنمية حقيقية بها ، داعيا الى ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين للنهوض بالمنطقة لتحقيق تنمية حقيقية لساكنتها مع الانفتاح على الشركاء الأجانب في تنمية المنطقة وخاصة البرتغالين. اختتمت الندوة العلمية بفتح باب المناقشة حيث ركز جميع المتدخلين على ضرورة استثمار اهمية المعركة في تحقيق تنمية محلية حقيقية تستفيد منها الساكنة و تضافر كل الجهود من اجل توفير بنيات الاستقبال و الدعاية تسمح بتحقيق التنمية المنشودة.