ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان الأول لذكرى معركة وادي المخازن الذي تنظمة جماعة السواكن بتعاون مع عدد من الجهات، افتتح المندوب للمقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثيري مساء اليوم الخميس 3 غشت 2017 الندوة الفكرية المنظمة بمناسبة ذكرى معركة وادي المخازن، في موضوع 439 سنة على معركة وادي المخازن: مقاربة متجددة، بكلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لكل من حضر لهذا الملتقى الفكري، ولكل من ساهم في إقامته وإنجاحه خدمة للبحث العلمي وللتنمية البشرية ، وإخصابا وصيانة للذاكرة الوطنية. ونوه بمبادرة المجلس الجماعي للسواكن بتنظيمه لهذا المهرجان الأول تخليدا لذكرى معركة وادي المخازن الذي يتضمن برنامجه عددا من الفقرات المتميزة والمتنوعة. وأوضح بأن مدينة القصر الكبير والمنطقة ارتبط اسمها بصفحة مشرقة من تاريخنا الوطني الذي سطر فيه المجاهدون المغاربة أروع البطولات وأجزل التضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن ومقدساته وثوابته . وشدد الكثيري على ضرورة صيانة هذا السجل الزاخر وتعهده بالرعاية والعناية اللازمة، ويأتي في مقدمة هذا الموروث الذي يحتاج إلى الاهتمام بهذه المنطقة: ذكرى معركة وادي المخازن، وذكرى الزيارة الملكية للمدينة في فجر الاستقلال حتى يساهم في إنارة تاريخ المدينة ومحيطها وإبراز دورها في الجهاد الوطني والحركة الوطنية ، ويزيل حجب النسيان وينفض غبار الإهمال عن روائع كفاحها ونضالها. وذكر بأن العبرة اليوم والهدف المبتغى من وراء أي فعل ثقافي هو جعله مذرا للدخل وصانعا للثروة قصد النهوض بالمدينة ومحيطها من جماعات ترابية تشكل رافدها الاقتصادي والبشري في إطار مخطط تنموي شامل، يكون التاريخ الأرضية التي يقوم عليها. واعتبر تنظيم هذه الندوة العلمية في الذكرى 439 للمعركة، و التي يشارك فيها صفوة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين من المغرب وإسبانيا والبرتغال، إضافة للمزيد من اللبنات إلى الصرح العلمي والفكري وإنجاز التراكم الإيجابي من جهة وتجاوز المقاربات العامة والوصفية نحو مقاربات نوعية بمواضيع ومنهجيات جديدة. وأضاف بكون هذا الحدث التاريخي يجب الوقوف عنده لاستعاب الدروس والعبر، والتي يأتي على رأسها درس الوحدة والتلاحم والتضامن بين مكونات المغرب، و أنه كذلك دعوة إلى البناء والعيش المشترك ، ونبد كل الأفكار المتعصبة و الداعية للعنف والغلو والتطرف. وتبقى هذه الندوة التي يشارك فيها أستاذين من البرتغال وإسبانيا فرصة للقطع مع الأساليب القديمة في التفكير وفتح الباب لتلاقح الأفكار والإنصات للآخر والاقتراب منه لفهم هواجسه والنظر في طروحاته ومواقفه. وقد شارك في هذه الندوة الباحث السسيولوجي في الثقافة البرتغالية والمتوسطية جورج كيروز بمداخلة تحت عنوان معركة وادي المخازن والظاهرة السيباستيانية مقاربة تاريخية سوسيولوجية. وتطرق الباحث الاسباني في التاريخ والأنتوبولوجيا إيغناسيو كروسين هارت إلى موضوع معركة وادي المخازن ومصير ثلاث ممتلكات. أما الباحث المغربي كمال النفاع فتحدث عن الإصلاح العسكري بالمغرب يعد معركة وادي المخازن1578-1603. كما سلط الضوء الأستاذ محمد أخريف في ورقته على بعض الجوانب الحضارية في معركة وادي المخازن. ولاستثمار هذا الحدث التاريخي معركة بدر الثانية كما يسميها بعض المؤرخين في الإقلاع التنموي للمنطقة وجعل هذا الإرث والمخزون الثقافي من دعائم التنمية قدم الأستاذ هشام الغرباوي ورقة الدكتور محمد سعيد المرتجي التي تحمل عنوان معركة وادي المخازن آليات التثمين والإدماج في النسيج الحضاري. وفي نفس الصدد تحدث الدكتور عبدالوهاب آيد الحاج عن أهمية التراث الثقافي في بناء دينامية اقتصادية محلية وجهوية متخذا من معركة وادي المخازن نموذجا لذلك. كما شارك في هذا الملتقى العلمي الهام الذي أدار فقراته الدكتور المودن كل من رئيس المجلس الإقليمي ورئيس المجلس البلدي للقصر الكبير ورئيس الجماعة القروية السواكن.