أشرف التطواني عدسة هشام الرزيقي احتفلت الطبقة العاملة بالقصر الكبير باليوم الأممي للشغل الذي يتزامن مع فاتح مايو من كل سنة، و ذلك عبر الاستجابة لنداء المركزيات النقابية الداعية إلى تخليد هذا اليوم بكثافة في ظل فشل الحوار الاجتماعي مع حكومة بن كيران، حيث شهدت المدينة تنظيم مهرجانات خطابية و مسيرات عمالية جابت أهم الشوارع تعبيرا عن رفض المخططات الحكومة و للمطالبة بعدة مطالب تهم الشغيلة المغربية عامة. تميز تخليد هذا اليوم الأممي بتنظيم مهرجان و مسيرة مشتركة بين نقابة الاتحاد المغربي للشغل و نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ،في دلالة على عمق النضال الوحدوي على أرضية واحدة تتقاطع فيها مصالح الطبقة العاملة عامة، كما شارك في ذات الاحتفال عدد من الإطارات السياسية و الحقوقية و المدنية كحزبي النهج الديمقراطي و الاشتراكي الموحد و كذا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب و منظمة أطاك المغرب، و عدد من طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،كما بدا واضحا تذويب الاختلاف بين مناضلي التوجه الديمقراطي مع باقي مناضلي الاتحاد المغربي للشغل. السيد أحمد المودن الكاتب المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل صرح بأن تخليد هذا اليوم جاء في ظل الهجمة الشرسة على الحركة العمالية و ما رافق ذلك من طرد غير مبرر للعمال سوى لنشاطهم النقابي ، كما كان يأمل أن يتوج الحوار الاجتماعي قبل فاتح ماي بحل مشكل التقاعد و الزيادة في الحد الأدنى للأجور و حماية الحريات النقابية، خاصة في ظل دستور 2011 إلا أن الملاحظ هو تفاقم حدة الهجوم و التعسف على الطبقة العاملة. بدوره السيد بوغالب بالة كان يأمل في التحام كل النقابات في مهرجان موحد يعكس الطابع الوحدوي للمعركة النضالية التي سطرتها المركزيات على ضوء ملف مطلبي واحد، معتبرا في نفس الوقت أن هذا اليوم هو استكمالا لصيرورة نضالية تخوضها النقابات أمام الخطوات الانفرادية للحكومة و نهجها لسياسة صم الأذان، مركزا على أهمية العمل الوحدوي و أهميته في تحصين المكتسبات العمالية و لتحقيق كافة المطالب المشروعة. من جهة أخرى أكد السيد حسن الفريدي الكاتب المحلي لنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل أن هذا الاحتفال يتزامن مع أخر سنة مع عمر الحكومة و بالتالي فإن أي تقييم لأداء هذه الأخيرة على المستوى الاجتماعي سيكون موضوعيا مسجلا بكل أسف أنه طيلة فترة ولاية بنكيران لم يتم إبرام أي اتفاق جاد بل بالعكس تم تسجيل تراجع كبير في مجال الحقوق و الحريات للطبقة العاملة ، معتبرا أن إصلاح نظام التقاعد جاء بناءً على مجموعة من المعايير المقياسية التي ستسبب في خلق ضرر كبير للموظف البسيط و مجهزة على ما تبقى من حقوقه، مؤكدا على عزم الفيدرالية على مواصلة النضال في إطار التنسيق المركزي بين باقي النقابات حتى تحقيق المطالب و تحصين المكتسبات. نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب كان لها طابع أخر استثنائي، فقد صرح الكاتب المحلي السيد محمد الشدادي أن نقابته تتعرض لهجوم ممنهج من طرف مسيري المدينة الذين عمدوا على ممارسة الترهيب و التضييق على مجموعة من مناضلي الاتحاد الوطني خاصة في قطاع الوظيفة العمومية أما على المستوى القطاع الخاص و المتمثل في شركة النظافة S.O.S فالأمر جد مستفحل حيث يتعرض منخرطو الاتحاد إلى التهديد في الأرزاق حيث لا يسمح لهم بمزاولة العمل إلا بعد تقديم الاستقالة من النقابة و هو ما تم بالفعل ليلة قبل فاتح ماي تلقى المكتب النقابي استقالة ثلاث أعضاء من المكتب النقابة لشركة SOS. الاحتفال بفاتح ماي ظل مع نقابتي إ.م.ش وَ ك.د.ش عبر تنظيم مسيرة مشتركة جابت أهم شوارع المدينة تم فيها رفع شعارات تطالب بحماية الحريات النقابية و إصلاح عادل لنظام التقاعد و المطالبة بالزيادة في الأجور و تحسين الخدمات الصحية و الاجتماعية و محاربة غلاء المعيشة .