سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وضع لم يعشه المغرب حتى في سنوات الرصاص: المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية تقاطع احتفالات فاتح ماي.. *أوضاع اجتماعية مختنقة بسبب احتقار الحكومة للفرقاء الاجتماعيين
قررت جميع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية في البلاد مقاطعة احتفالات فاتح ماي التي اعتادت الطبقة العاملة تخليده في مثل هذا اليوم من كل سنة. ويتضح من خلال تصريحات المسؤولين النقابيين وبيانات صادرة عن هذه المركزيات أن النقابات الأكثر تمثيلية كانت مضطرة لاتخاذ هذا القرار الصعب للتعبير - ليس فقط عن احتجاجها - بل وعن حالة الحزن السائدة في الأوساط الاجتماعية، وهي حالة لا تحتمل الاحتفال والبهجة، بل تستوجب الدموع والنحيب. وسيضطر الحزب الحاكم إلى تحريك الذراع النقابي لحركته الدعوية، ويتعلق الأمر بنقابة صغيرة جدا لا تمثيلية لها نهائيا في القطاع الخاص، بيد أن تمثيليتها في القطاع العام جد محدودة، وأن إدراجها ضمن النقابات المشاركة في الحوار الاجتماعي حصل في وقت سابق لخدمة أغراض سياسية معينة، والأكيد أن هذه النقابة لن يكون باستطاعتها ملء الفراغ الكبير الذي ستعيشه أهم شوارع مدن المملكة التي اعتادت أن تكون مكتظة بالجماهير العمالية في مثل هذا اليوم. ويضع الاحتجاج النقابي بهذه الصيغة حكومة الأطياف الإيديولوجية في وضعية حرجة جدا، لأن الاحتجاج يؤكد أن الحكومة أصرت على تجميد الحوار الاجتماعي، وإفراغه من المحتوى بصفة نهائية، وأن هذا الاحتجاج بهذه الصيغة يحمل الحكومة مسؤولية الإساءة إلى صورة المغرب الخارجية. ويذكر أن قرار مقاطعة احتفالات فاتح ماي أجمعت عليه جميع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية وهي الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكنفدرالية الديموقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل.