الحكومة هذه الأيام منشغلة بتهدئة الأوضاع مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، لم لا؟ وفاتح ماي علىالأبواب، وهي المناسبة التي تجعل منها النقابات لحظة للاحتجاج، والتصعيد ضد الحكومة، على ما تعتبره «فشل الحوار الاجتماعي». مدخل التهدئة مع النقابات، عند الحكومة هو انطلاق جولة أبريل للحوار الاجتماعي، لذا استدعى الوزير الأول عباس الفاسي الجمعة الماضية، كل من الفيدرالية الديموقراطية للشغل، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديموقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلى لقاء تمهيدي لجولة أبريل. عباس الفاسي، قدم أمام النقابات التزامه بإنجاز جولة جديدة من الحوار الاجتماعي، تكون ذات مردودية على العمال والموظفين، كما كانت الفرصة بالنسبة للنقابات للاحتجاج على الحكومة وتدبيرها لجولة شتنبر من الحوار. ففيما ظلت الحكومة تتشبث بأنها قدمت عرضا جديدا، في مقدمته حذف السلاليم من 1إلى4 ، وإنجاز بعض الحوارات القطاعية، والبدء في أجرأة التعويضات عن العمل في المناطق النائية، لاترى النقابات في هذه الجولة سوى «استمرار في نهج نفس أساليب الماضي» حسب مصدر نقابي. من أوائل النقابات التي تلوح بالتصعيد قبيل فاتح ماي، الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، التي أبقت على دورة مجلسها الوطني مفتوحة لاتخاذ أي قرار، تتطلبه المرحلة الراهنة»، والتقت مصادر من داخل الكونفدرالية في التأكيد على ضرورة رد من الكونفدرالية قبيل، فاتح ماي.مبررات ذلك: التشخيص الذي توصلت إليه الكونفدرالية عقب نهاية الجولة السابقة للحوار الاجتماعي، وهو تشخيص سلبي، وكذا أن الكونفدرالية الآن بقيت أمامها فقط خيارات الاحتجاج والتصعيد، بعد أن سبق لها الانسحاب من مجلس المستشارين وعدم تقديمها لمرشحين خلال تجديد الثلث. تحقيق الحكومة للتهدئة مع باقي المركزيات النقابية، خاصة الفيدرالية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد النقابي للموظفين العضو في الاتحاد المغربي للشغل، رهين باستجابة لحزمة المطالب الجديدة/ القديمة، التي تعكف لجنة التنسيق على إعدادها في الأيام المقبلة، حسب ما أفاد به مصدر من داخل لجنة التنسيق.أما الاتحاد العام للشغالين، فأعلن غضبه على الحكومة والحوار الاجتماعي، بمقاطعة احتفالات العمال بالعيد الأممي للشغل، وإن كانت النقابة أكثر مهادنة للحكومة، فإن التطورات الأخيرة وما ستسفر عنه اللقاءات المقبلة للحكومة مع النقابات، تبقي كل الاحتمالات واردة.