لدي أخ يعمل في احدى مقاولات البناء في بلجيكا و مؤخرا جاء أخي و معه ثلاتة أصدقاء من بلجيكا من بينهم المقاول و مهندس بناء و لقد جاؤوا لزيارتي بمكناس و مكتوا معي يومين ثم قمنا بجولة في كل من فاس و القصر الكبير مدينتي الأم التي بقينا فيها يومين زرنا خلالها العائلة ثم دهبنا الى العرائش و منها الى طنجة و بعدها عدنا الى مكناس . المهم في الأمر هو أن القصر الكبير تغير بعض الشيء و تحسن حاله عن دي قبل لكن الصادم في الأمر أن الأصدقاء البلجيكيون الدين رافقونا في الرحلة ابدو اعجابهم بجميع المدن التي زرناها الا مدينة القصر الكبير . وهكدا وصفت مدينتنا من قبل الزوار : القصر الكبير مدينة شعبية و اناسها طيبون لكنها ضعيفة جدا من حيث التجهيزات و البنية التحتية و لا يوجد بها ما يجعل زيارتك لها مميزة كما أن أهم الأماكن فيها مشوهة و خالية من اللمسات التجميلية التي رأيناها في المدن الأخرى كفاس و طنجة ثم قال يبدو أن المسؤولين لديكم لا يعيرون هده المدينة أي اهتمام كما أن مظاهر الحياة فيها تطبعها الفوضى و العشوائية و لا شيء منظم كما يجب لا البناء و لا الشكل أو النمط المعماري للمدينة و لا الأسواق لا تستطيع أن تشعر بالراحة فيما تراه و لا تجد ما يثير اعجابك بها و عن العرائش قال أحدهم مدينة لها مستقبل عند مدخلها يتفاجى قلبك و تشعر بأنك على أبواب مدينة راقية نوعا ما على مدخلها تصطف الفلل الراقية و تكثر فيها الحدائق و المناطق الخضراء على بساطتها و جمال بعض البنايات فيها يدل على أن هناك أدمغة راقية تخطط و تنفد رؤيتها الهندسية لكن عندما نصل وسط المدينة نجده مشوها أيضا و أجمل شيء هو تلك الساحة الكبيرة في وسط المدينة و تلك الشرفة المطلة على البحر . و عن طنجة قالو انها مدينة تشبه المدن الأروبية و ان مستقبلها واعد و نمط الحياة فيها متقدم رغم بعض المظاهر السيئة عند أهم الاماكن فيها كانتشار المتسكعين و المشردين لكنها مدينة مثيرة للاهتمام . كان رأي البلجيكيين في مدينتنا جارحا و صادما لكن عندما تتأمل هدا الكلام تجده واقعا و صريحا دون مجاملات ، لقد سألت المقاول فيليب سؤالا فلما أجابني حملتني غيرتي على مدينتي أن أنقل هده الرسالة الى المسؤولين في مدينتي . قلت له لو جئت لتستثمر في المغرب فأي المدن تختار للاستثمار فقال أختار الدارالبيضاء فقلت اختر من بين هده المدن القصر الكبير أم العرائش أم طنجة فقال طنجة بكل تأكيد قلت ثم من فقال ثم العرائش فقلت و لمادا لم تختر القصر الكبير مثلا فقال لا يمكن أن أدفق المال في مدينة لا أجد فيها ما يجدب المستهلكين اليها . أتمنى أن تصل رسالتي هده الى المسؤولين في القصر الكبير و لكل من يستطيع مراسلتهم فعيب و عار أن تكون مدينتنا في أسفل رتبة في ما يتعلق بالجمال و في ما يتعلق بقوة الاستقطاب و في ما يتعلق بالتنظيم و غيره فمن المؤكد أن كل دلك جعل مسألة الاستثمار في القصر الكبير شبه مستحيل .