شن الدكتور أحمد الريسوني خلال محاضرته تحت عنوان (الدعوة والدعاة في زمن الربيع العربي) التي ألقاها أمس الأحد بمدينة القصر الكبير هجوما لاذعا على العلمانيين وسماهم بالطائفيين الجدد حيث قال (اليوم بالمغرب أصبح لدينا كذلك الطائفية لكن ليس بالمعنى الديني ( سنة /شيعة ) بل يعنى اليوم طائفية (مسلمين وغير مسلمين) حيث أصبحنا نسمع باسم الحرية من يدعو إلى إباحة الشذوذ والسفاح والحرية الجنسية وحرية العقيدة وبدأنا نسمع عن حركات (ما صايمينش وما معيدينش) وجمعيات حقوقية تدافع عن الإباحية وعن حذف صغية الدولة الإسلامية من الدستور وهؤلاء كلهم يعلنون اليوم صراحة بأنهم ليسوا مسلمين فهم يريدون تحقيق شهواتهم وعدم الصيام وإشاعة المجون والخمور باسم الحرية ويريدون فرض واقع جديد في المغرب. كما انتقد صمت العلماء الرسميين الذين أطلق عليهم اسم علماء السلطة والدولة الذين يخضعون للأوامر وسياسة الدولة واعتبر أن مشروع رابطة علماء المغرب التي أسسها عبد الله كنون رحمه الله وكانت تتمتع بالاستقلالية، كان الهدف منه هو ضرب استقلالية العلماء والفقهاء وحريتهم في الاجتهاد الفقهي. وقال بأنه في زمن الربيع العربي عدد من الإطارات خرجت للشارع تطالب بالاستقلالية كالإعلام والقضاء إلا أنه لم نسمع بمطالبات من اجل استقلالية العلماء مع العلم أنهم أعلى شأنا وقدرا، مضيفا أن تهميش دور جامعة القرويين يعتبر من بين الأسباب الرئيسية لظهور نزعات التطرف والتشدد واعتبر بان السياسة الجامعية جعلت من القرويين الجامعة الأكثر بؤسا في نظامنا الجامعي. واعتبر ان مساحات الحرية التي أتاحها الربيع العربي أمام الدعاة تستدعي من الدعاة إلى الله إلى ضرورة تطوير أدوات ووسائل الدعوة واعتماد المقاربات الجديدة بما فيها الفنون ووجوب إستعادتها إلى الساحة الإسلامية وتوظيف قيمتها الجمالية والفنية في أغراض الدعوة و تفعيل المبادرات الاجتماعية و الأسرية وإعانة الشباب على الزواج بتنظيم حفلات للزواج الجماعي ومنح للمتزوجين، داعيا الى إعادة الدور الريادي للمسجد في تأطير الحياة الاجتماعية وتخليق المجتمع والاهتمام بالاحتفالات الدينية والوطنية وإعطائها دورا أكبر على المستوى الجماهيري لما لها من إشعاع في استعادة أمجاد الأمة وعزها وتحقيق الأهداف الكبرى لها.