قال الدكتور أحمد الريسوني، مساء أمس الأحد، " إنه يشعر بالأسف جرَّاء إقبار وتصفية رابطة علماء المغرب واستبدالها بإطار آخر يخدم أجندة معينة". وخلُص المتحدث، خلال ندوة له بمدينة القصر الكبير حول موضوع "الدعوة والدعاة في زمن الربيع العربي"، إلى أن "تدخل السلطة في أدوار العلماء يفقدهم ثقة المجتمع بهم، ماداموا يفتقدون لمبدأ الاستقلالية الذي يجب تعميمه وعدم اقتصاره على قطاعات معينة كالدعوة لاستقلال القضاء" يضيف الريسوني الذي وصف جامعة القرويين "بأتعس الجامعات بعد تخلِّيها عن دورها التوازني والإعتدالي ضد مظاهر التطرف". ودعا عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، "إلى تفعيل وتعميق الخطاب الدعوي داخل المجتمع المغربي في مواجهة ما أسماها ب"الطائفية الجديدة التي لا تتوانى عن الإستقواء بالخارج ضد مصالح البلاد"، مُشيرا إلى بعض الخطابات والدعوات الطائفية التي تدعو للجهر بالإفطار أو الشذوذ أو التخلي عن الاحتفال ببعض الأعياد والشعائر الدينية. من ناحية أخرى، عرض الدكتور أحمد الريسوني، خلال الندوة المنظمة من طرف الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير، بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح بالمدينة وجمعية الدعوة الإسلامية بشفشاون، نماذج من سبل الدعوة المبنية على إستراتيجية إيجابية، عبر "الاستغلال الجيد للمساجد ومنابرها الدعوية، ومحاولة الابتعاد عن المعالجة التقليدية فيما يخص برامج محو الأمية"، مؤكدا" تجاوُز معنى الأُمية بجهل مبادئ القراءة والكتابة إلى أخرى بمستوياتٍ وظيفية وحضارية وتقنية". في ذات السياق، دعا الريسوني إلى "استغلال الفنون التي تُرسخ للمعتقدات السامية، والعمل على تأسيس فنون بنَّاءة تجمع بين البعد الجمالي والبعد التربوي". إضافة إلى "تطوير طرق الاحتفال والاحتفاء بالمناسبات الدينية والوطنية، ونشر القيم الإنسانية النبيلة بإقامة تظاهرات كبرى".