ارتفعت نسبة المشاهدة أثناء استضافة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في برنامج ضيف خاص بشكل كبير، وقبلها ارتفعت الأصوات المنددة بدفاتر التحملات، وارتفعت دقات قلب المستفيدين من الكريمات و مقالع الرمال، ورفع محمد يتيم يديه وقال للأطر العليا الله غالب، وارتفع صوت بنكيران في البرلمان و معه ارتفعت قهقهات النواب وضحكاتهم من قفشات السيد الرئيس، وارتفعت مبيعات الصحف بعد تصريحات السيد الرئيس وارتفعت أسعار المحروقات بفضل قرارات السيد الرئيس، وارتفع تاريخ الانتخابات الجماعية إلى تاريخ لا يعلمه سوى السيد الرئيس، وارتفع ثمن الخمور في عهد السيد الرئيس، والمتتبع لمسار السيد الرئيس سيجد أنه أينما حل وارتحل إلا ورفع النسب والأسعار وربما السعار ايضا.. لكن في المغرب لا يوجد ارتفاع دون سقوط فعلى عهد حكومة بنكيران، سقطت حركة عشرين فبراير من حسابات الدولة، وسقطت المرأة المغربية من لوائح الاستوزار، وسقط محضر الالتزام الذي وقعته الحكومة السابقة مع الأطر العليا وسقط بعده المعطلون في الشوارع تحت هراوات الامن، وسقطت منازل المدينة القديمة بالدار البيضاء، وسقط المنتخب المغربي في مبارياته وسقطنا جميعا في فخ ايريك غيريتس، وسقطت مقولات المعارضة الملتحية، وسقط أحزاب الكتلة في عسل الحكومة بعدما خانت حليفها الاتحاد الاشتراكي الذي سقط بدوره في شرك الانقسام والصراع على كتابة الحزب، وسقط مزوار في حفرة المعارضة، وسقط صندوق المقاصة، وسقطت امرأة فاجأها المخاض في الشارع العام، وسقط المغرب درجات في سلالم التنمية والتعليم والصحة وحرية التعبير.. السيد رئيس الحكومة شخص ذو شعبية مرتفعة، و هو شخص يتمتع بكاريزمية نفتقدها في رجال السياسة المغاربة، لكنه بدأ يقامر بشعبيته لأن الناس في المغرب رغم أنهم متسامحون وينسون بسرعة لكنهم لا ينسون أبدا ارتفاع الأسعار أو سقوط المنازل ف "الروح عزيزة عند الله" وعند المغاربة أيضا، و نحن على يقين أن الناس البسطاء لازالوا يلتمسون لبنكيران الأعذار.. لكن جدلية الارتفاع والسقوط إذا كانت متلازمة في صالح بنكيران، فإن جدلية الوقت الذي لا يرحم ليس في مصلحة أحد، هكذا يبدو ميزان المرحلة الراهنة و على الجميع أن يبدأ في فتح كناشه وتسجيل ما الذي ارتفع وما الذي سقط؟؟ فالدستور الجديد الذي أطر انتخابات فاز فيها البيجيدي بمائة وسبعة مقاعد يربط المسؤولية بالمحاسبة، والدستور الأزلي الذي هو التاريخ يربط المسؤولية بالخلود فطوبى إذن لمن ارتفع ذكره مع الأبطال.