أكد المستشار الملكي أندري أزولاي، رئيس جمعية «الصويرة موغادور» والربيع الموسيقي للنسمات، أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم لا يرد على جهة سياسية معينة، وقال في الندوة الصحفية التي أقيمت، أول أمس الثلاثاء، بأحد فنادق الدارالبيضاء، إن اختيار تاريخ انعقاد الندوة تم منذ مدة وإن تزامنه مع النقاش الدائر حول ما يسمى ب»الثقافة النقية» ليس مقصودا. من جهتها، أوضحت مديرة ومنتجة مهرجان كناوة، نائلة التازي، أنه لا وجود لجدل أو مشاكل بخصوص موقف حكومة عبد الإله بنكيران من المهرجان، مشيرة إلى أن التصريحات القديمة لقياديين كبار داخل الحزب، صاروا اليوم وزراء، أصبحت من الماضي. وذكرت التازي الصحافيين بما جاء على لسان بنكيران في حلقة قديمة من برنامج « Mais encore » على القناة الثانية، عندما أكد، قبل الاستوزار، أن لا مشاكل لديه مع مهرجان كناوة وأنه سيحضر إليه مستقبلا. واستغلت مديرة المهرجان المناسبة لتجدد دعوتها لبنكيران من أجل الحضور إلى الدورة ال 15 من المهرجان، التي ستقام في الفترة ما بين 21 و24 يونيو المقبل. وارتفعت ميزانية المهرجان مقارنة بالدورتين السابقتين، إذ بلغت هذه الدورة 11 مليونا و50 ألف درهم (أزيد من مليار و100 مليون سنتيم)، علما أن ميزانية دورة 2011 لم تتجاوز 10 ملايين و600 ألف درهم، فيما حددت ميزانية دورة 2010 في 10 ملايين و380 ألف درهم. وكشف منظمو المهرجان لأول مرة مجموعة من الأرقام، إذ أكدت التازي أن الصحافة الوطنية والدولية، قامت على امتداد 14 دورة، بتقديم يد العون للمهرجان، مقدرة حجم الدعاية التي قامت بها ب 360 مليون درهم، فيما أشارت إلى أن المصاريف الإجمالية للمهرجان وصلت إلى 79 مليون درهم (في 14 دورة). وفي حديثه حول المهرجان، قال أندري أزولاي، إن لا أحد كان يتوقع قبل 15 سنة من الآن أن يتخطى مهرجان كناوة الحدود ليصبح مهرجانا قويا يتابعه ملايين الناس من داخل وخارج المغرب في كل دورة، علما أن دورته الأولى لم يحضرها سوى 20 ألف شخص. وسينطلق مهرجان كناوة وموسيقى العالم في الواحد والعشرين من يونيو المقبل، تزامنا مع اليوم العالمي للموسيقى، الذي يُحتفل به في 430 مدينة وأزيد من مائة بلد. وتتضمن دورة هذه السنة مجموعة من المستجدات، أبرزها بث فعاليات المهرجان عبر شاشات ضخمة في مدن مغربية أخرى، إضافة إلى تنظيم منتدى خاص ومائدتين مستديرتين، يرتقب أن يشارك فيهما الفنان السنغالي يوسو ندور، الذي أصبح وزيرا للثقافة في بلده، إضافة إلى البرلماني عن حزب العدالة والتنمية والفنان المغربي ياسين أحجام، إضافة إلى وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليازمي، والممثلة لطيفة أحرار والروائي إدريس كسيكس والفنان التشكيلي ماحي بينبين، وآخرين. أما بخصوص الجانب الفني، فسيتابع عشاق المهرجان، على غرار كل سنة، حفلات للمزج الموسيقي، إضافة إلى حفلات منفردة وليال خاصة. وستحتضن ساحة مولاي الحسن ومنصة «ميديتيل» الشاطئية سهرات مجانية، باستثناء الفضاء المقابل لمنصة العرض، إذ حدد سعر البطاقة الخاصة بأربعة أيام في 500 درهم، فيما سيكون الدخول مؤدى عنه إلى منصة برج باب مراكش، التي تتسع إلى 600 متفرج، وكذلك الشأن بالنسبة إلى زاوية سيدنا بلال ودار الصويري، اللتين ستحتضنان حفلات خاصة وليالي يحييها أكبر «معلمي» كناوة أمثال المختار غينيا وعبد النبي الكداري وعبد القادر أمليل وعلال السوداني وعبد الواحد ستيتو. وسيشهد المهرجان إقامات فنية تجمع في حفل الافتتاح بين المعلم سعيد أوغاسال والمعلم عبد الله أخراز وفرقة «دجيمي نيو ستايل» الإفريقية، وفي اليوم الموالي سيلتقي المعلم عبد الكبير مرشان بفرقة الجاز «كيرينسيا» من أمريكا وكوبا، فيما سيقدم المعلم حسن بوسو عرضا فنيا إلى جانب فنان الروك والإلكترو الفرنسي ناصر، ومغني الراب المغربي «موبيديك»، وستجمع سهرة أخرى المعلم حميد القصري بفنان بريطاني أصله من جنوب إفريقيا، فيما سيجتمع «عيساوة» مكناس بثنائي قادم من الباكستان. أما المعلم مصطفى باقبو فسيعزف ويغني إلى جانب فرقة «بوب المغرب» التي تتكون من موسيقيين مغاربة متأثرين بأغاني الراحل بوب مارلي، كما سيشاهد الجمهور مزجا موسيقيا بين المعلم كويو وفرقة «مايارا باند».
الوقع الاقتصادي لمهرجان كناوة على الصويرة أكد منظمو مهرجان كناوة وموسيقى العالم في ندوة أول أمس الثلاثاء، أن هذا الموعد الفني السنوي كان له وقع مهم على مدينة الصويرة ونواحيها. وحسب الأرقام التي عرضت في الندوة، فإن مدينة الصويرة لم تكن تتوفر سنة 1998، تاريخ أول دورة من المهرجان، سوى على 4 فنادق و7 مطاعم ورياض واحد، ليرتفع العدد، أمام الإقبال الكبير للجمهور على المهرجان، في 2006 إلى 13 فندقا و62 مطعما و58 رياضا ونزلا، ليصبح العدد في 2011، 46 فندقا و113 مطعما و67 رياضا ونزلا. وأكد منظمو المهرجان، أن هذا الموعد السنوي ينعش المدينة والمنطقة، التي يزدهر نشاطها التجاري والسياحي والاقتصادي.