Tweet - أبيات في رثاء أوليس - تعبت حروف الأبجدية ... من تفاصيل الكلام وتقمصتها ثرثرات لم تزل تضفي غموضا في تجاعيد الظلام يا معشر المتكلمين كفوا عن الندب... هذي الحياة بساطة للمالكين ومشقة للكادحين ومئات أقنعة تزول إذا أصاب صدورنا بعض الزكام فأزل قناعا ثغلبيا ظل يسكنك على طول السنين... أيا كليب. هذي "البسوس"... تمزق الأوصال في هذا الفؤاد هذي "البسوس"... تبث في الذات الفساد هذي "البسوس"... لها مخالب "ثغلبية" تصطادنا... وتضمنا... تجتثنا... وبعيد لسعة قبلة... ترمي كلينا ضائعين على المهاد. هذي "البسوس"... أضاعت العمر الثمين... وأحرقت لي مسكني... في كل أقطار البلاد فلا سقوف... ولا جدار... ولا قواعد... لا عماد. فأنط قناعا ثغلبيا... ظل يخفيك على طول الزمان أيا كليب. ففلول "بكر" لم تزر هذا المكان وبعير "بكر" لم تضاجع نوقكم وسيوفهم ظلت وما زالت تقاتل عري هذي "الأم" في عري الزمان. ما كنت جساسا بيوم بيد أني قاتل أجتث خيط ولادتي إن مسني من عترتي داء الهوان. فارم القناع الثغلبي فلا وغى بعد العقود الأربعة أو موسم بعد الفصول الأربعة كل المصادر والمراجع أخبرت بسقوط كل الأقنعة كل الجرائد والمجلات الرخيصة أخبرت بسقوط كل الأقنعة وابنا طفيل والمقفع شعر درويش... وكل الناس... قد أفتوا بكشف الأقنعة أوليس... كان بني مذ بدء النضال أوليس... ليس خرافة أيقنتها ورواية صدقتها بل كان رؤيا الشهر في وجه الهلال وكنت إن ألفيته... ألفيتني وإذا ظننته خلتني... وإذا مشينا... خلتنا شفتين من فرط الوصال أوليس... كان لفافتي الفضلى وكأسا من نبيذ أوليس كان إذا اشتكى.. يشكو إلي وإن هوى... يرنو إلي وإن بكى... يبكي على كتفي كما يبكي الرجال. أوليس... أين فصاحة الحبر-النبيذ المسكرة؟ أين الدخان؟ وأين ذاك الجمر... يكوي عند نبش الذاكرة؟ أين التفاصيل الدقيقة في الحكايا الثائرة؟؟ أين الذي حملته عبء ثقيلا باهتزازات الجبال؟؟؟ يا حسرة... ضاعت تفاصيل اليراع وضاع خل الدرب في قيل وقال. من شعرنا... من نثرنا... تعبت حروف الأبجدية أما البسوس... فلا تسل عن دمعها فلقد غدت في جزرنا تبدو كغاصبة ضحية ولقد غدت في تيهنا تبدو القضية قد كان أوليس بعشر مثلها لكن إذا تفه الكبير بات الصغير هو القضية.