كلام في الحجر الصحي سلسلة في حلقات يعدها الأستاذ محمد أكرم الغرباوي لاستقراء آراء فاعلين جمعيويين ، مثقفين ، رياضيين ، شراح مختلفة …ترصد تجربة الحجر . الحلقة 54 تستضيف القاص المغربي : محمد بروحو : الفائز بجائزة المسابقة الادبية الدولية ______ سلالات بائدة كمقاتل بلا رحمة في قلبه… ارتمى زائر طاغ، في أحضان حياة متغابية. لن أذكر اسمه، فهو إسم مشأمة ونحس. ومن غفوة ثامل، استيقظ العالم مضطرباً قلقاً… على وقع خطوات جبار قاهر مدمر، فتك بأرواح وفيرة، محطماً فورةً أزليةً.. وائداً آمال سلالات، رجت غداً مشرقاً، بادت أحلامها وعُفِّر وجهها. أأمل بعد الجائحة…؟ والجائحة وحش متربص محتكر، متعطش للفتك والإبادة… مقاتل معاند، لا رحمة في قلبه، ولا عاطفة غمرت روحه. مغرم بالإبادة، والفتك والتدمير. لا صديق له يسامره، ولا خليل يبهجه، ولا وفِيَّ يُغبطه. قاتل بغى وجار… والكون متذمر متوجع.. خاسر منهزم، لا حول له ولا قوة. والناس أشتاتاً، فاقدين لأحاسيسهم وقدراتهم، فهاجم اللذات جاسر متربص. لا جرأة للحالمين على نكس كوابيس أحلامهم، ولا بصيرة للحاذقين لصهر مصائرهم. والرهط الغافل منتصب مبهور، فالزائر جبار ظالم. حشد جيوشاً، وشحذ سيوفاً، وأقام قلاعاً… لا راغباً في مهادنة، ولا تواقاً لمفاوضة، ولا ملتمساً سلاماً. غول هو الوباء، عشق الإبادة. لا سمع يُغنيه، ولا بصيرة تُرشده، ولا رؤى ولا سداد.. بسيفه البتار فصم رؤوساً، وبسكينه المسمومة بقر بطوناً. وبألوان مشجت دماء، وعلى جسد الحياة، رُسمت معالم كون مشوه، وحضارات سلالات مبتورة.