بمناسبة اليوم العالمي للشعر،استضاف الإعلامي سعيد كوبيريت كوكبة من الشعراء المغاربة ضمن برنامج"بأصوات متعددة" الذي تبثه إذاعة طنجة. فيما يلي عرض سريع لبعض الخلاصات التي طرحها اللقاء. مع الاعتذار المسبق عن عدم إدراج جميع الخلاصات لأسباب تقنية. * * * * * * * * بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي يصادف21 مارس من كل سنة، و وتثمينا للدور الفاعل الذي يلعبه الشعرفي مجال تنمية الذوق والتربية على الجمال، و جرياعلى عاداته الجميلة،استضاف الشاعر والإعلامي المقتدر "سعيد كوبيريت" ضمن برنامجه"بأصوات متعددة" الذي تبثه إذاعة طنجة، يوم الأربعاء 21 مارس2012 خلال الساعة 12:10 وإلى غاية 2 صباحا، استضاف الشعراء:نجيب خداري ومحمد بوجبيري والشاعر والناقد و صلاح بوسريف ومحمد علي الرباوي وعبد الحق بن رحمون والشاعر إدريس علوش والناقد حسن اليملاحي. ويبدو من خلال القراءة الأولية لهذا الاختيارالإعلامي الرصين الأسماء الشعرية وعي الشاعر سعيد كوبيريت بالحساسيات التي تمثلها تجارب هؤلاء الضيوف، وكذا حضورهم القوي والمتعدد في المشهد الشعري المغربي والعربي. ولعل الذين تابعوا البرنامج يخلصون إلى أن فقرات البرنامج كانت متنوعة، وكذلك المداخلات ،وهي تقارب واقع الشعر بالمغرب من داخل علاقته بأسئلة الحياة والمجتمع، إلى جانب قضايا أخرى. لقد أجمع المشاركون في هذا اللقاء الإعلامي على أن الشعر المغربيي يوجد في وضع أحسن، بالنظر إلى التراكمات الحاصلة في مجال الإصدرا والتلقي. الشيء الذي يسمح معه بالحديث عن تطورات نوعية شملت الشعر المغربي من حيث بنياته الشكلية واللغوية والموضوعاتية. ولعل ما يزيد من صحة هذا الرأي، الصورة الرفيعة التي تكونت لدى القارىء العربي عن هذا الشعر الذي انتقل إلى مستوى مزاحمة بعض التجارب الشعرية العربية القوية. في كلمته بالمناسبة، قرأ الشاعر المغربي نجيب خداري رئيس بيت الشعر كلمة بالمناسبة، وهي كلمة جاءت لتبين طبيعة العلاقة القائمة بين الشعر والإنسان بالرغم من المآسي والحروب والتردي الذي بات يهدد الوجود الإنساني. وأضاف خداري قائلا" يأتي الاحتفاء الأممي بالشعر، هذه السنة،في وضعية عالمية صعبة تجعل شعراء العالم يدقون ناقوس الخطر. إن يد كل شاعر في هذه البسيطة على قلبه لما يرتكب من جرائم في حق الأبرياء". وقد ختم الشاعر كلمة بيت الشعر بمتمنياته في عيد الشعر لقيم الشعر الخلود. الشاعر المغربي "صلاح بوسريف" أشار في مداخلته إلى التطور الإيجابي والملحوظ الذي شهده الشعر المغربي في مسار حياته الإبداعية التي عرفت جملة من التحولات والتقلبات.وفي سياق حديثه عن مستقبل الشعر والمخاطر التي باتت تهدد كيانه، أشار بوسريف إلى تراجع الشعر من حيث حضوره في الكتب التعليمية والمقررات الدراسية، مؤكدا أن هذا التراجع لا يخدم الشعر المغربي بالجملة، مبديا أنه من الضروري إعادة النظر في تعاطي هذه المؤسسات إلى الشعر، في الوقت الذي بات فيه الشعر المغربي يشكل ضرورة وأهمية في سلوك وحياة الإنسان المغربي. ولتجنب هذا الوهن والأعطاب التي من شأنها أن تؤثرعلى المشاريع الشعرية المغربية ، دعا صلاح بوسريف إلى الالتفاف حول الشعر و التصالح معه والقبول بثقافة الاعتراف الاختلاف والإنصات، لأن الأمر يتعلق بمشروع شعري مغربي يهم جميع الشعراء. وعن الصورة المشرقة التي بات يشغلها الشعر المغربي لدى القارىء المغربي والعربي، وفي سياق حديثه عن التطورات والتراكمات التي حققتها مدونة الشعر المغربي من خلال جهودات الشعراء المغاربة نوه الشاعر المغربي "محمد علي الرباوي" بتجربة "محمد الطبال" الرائدة، مضيفا أن هذا الأخير، بالرغم من تقدمه في السن فإنه أي الطبال ما زال يكتب ويعانق الشعر بلغة شابه، وأن كتاباته تلقى إعجابا من قبل القارىء المغربي بكل مستوياته. وفي السياق نفسه نوه "الرباوي" بأطروحة الشاعر المغربي "محمد بنيس" التي قدمت الكثير للشعر المغربي من حيث التعريف به والترويج له ونقده. وقد سجل الشاعر "الرباوي" إعجابه ببعض التجارب الشعرية الجديدة لشعراء شباب ينخرطون في الشعر بنوع من الحب. كما لم تفته الفرصة للتنويه بالإطارات المدنية الثقافية التي ظلت تخدم الشعر المغربي من خلال اختياراتها وبرامجها الثقافية، مسجلا غياب بعض المؤسسات الرسمية عن دعم الشعر المغربي ورعايته. أما الناقد حسن اليملاحي فقد نظر إلى مدونة الشعر المغربي كرونولوجيا. فقال إن الانطلاقة الحقيقة قد بدأت قي الستينات وهي مرحلة جنح فيها الشعر المغربي نحو التفعيلة وقد تمكن الشعر في هذه المرحلة من الإجابة عن الأسئلة المطروحة ومسايرتها لبعض الشواغل. أما مرحلة السبعينات فقد كانت تمثل مرحلة مهمة انتقل عبرها الشعر إلى الاحتفال ببعض القضايا الكبرى. أما بخصوص التسعينات فقد تميزت بالتجريب على مستوى الشكل والمضمون. كما لا تفته المناسبة للتذكير ببعض التجارب القوية من قبيل تجربة: الطبال/ من كتاب الرمل/ وحسن نجمي/ على انفراد ومحمود عبد الغني/نحن النوافذ وكذا وداد بنموسى و إدريس الملياني ومحمد بنطلحة.... من جانب آخر أشار حسن اليملاحي إلى إسهمات القصر الكبير في مجالات الشعر المغربي والتطور الذي لعبته من خلال كتابها الشعراء وكذا الأنشطة الثقافية والنقدية التي راكمتها. مطالبا المؤسسات أن ترعى الأنشطة الثقافية وأن تدعمها لأن الأمر يتعلق بالشعر، والشعر كما هو معلوم هو جوهر الإنسان. وللإشارة ،فقد نوهت المداخلات الأخرى للشعراء بالشعر المغربي و كذا بالمستوى الفني الذي يميزه والنضج الذي تتسم به القصيدة المغربية وهي تنخرط وتتوغل بعمق في كل أسئلة الحياة.