كلام في الحجر الصحي يوميات يعدها الاستاذ محمد أكرم الغرباوي لاستقراء آراء فاعلين جمعيويين ، مثقفين ، رياضيين ، شراح مختلفة …ترصد تجربة الحجر . * الحلقة 25 تستضيف الباحث محمد الزنجلي: _____________ اليوم الخامس والأربعون عن إعلان حالة الطوارئ، هنا بين أربعة جدران، “نفعل ما يفعل السجناء، وما يفعل العاطلون عن العمل: نربي الأمل في عودة الحياة إلى مدينة سئمت الفراغ”. وباء مستجد وحياة جديدة، أبصار شاخصة خلف شاشات التلفاز، نفوس يملؤها الرعب، سباق مرطوني مع الوباء، موت في إثر موت، والذي نجا من مخالبها كتب له عمر جديد. في كل ساعة أنباء لا تحيد، تعرض الأرواح وهي تتساقط كأعجاز النخيل الخاوية، و0خرون على الأسرة ينتظرون الخلاص بنفوس دانية. حكومة عاجزة تنصح بالتباعد الاجتماعي تجنبا للسقوط في الهاوية، إذ إن الوباء لا يفرق بين غني وفقير، قوي وضعيف، أوعجوز وشاب. وكلما نازعتني نفسي لكسر هذا الحصار، تَملَّيتُ وجوه الناس الطيبين من حولي، فينهاني ضميري. أعرف أن جسدي يبلغ من الصلابة ما يكفي للتغلب على أصعب المواقف وأعتى الأوبئة، لكنه حتما سيضعف وينهار أمام معاناة من وهباني الحياة، وهما يصارعان المرض ويتشبثان بالحياة، لا لشيء سوى ليطلبا الله أن يغفر لي ما ألحقت بهما من ألم. عدت لإتمام رواية “ملحمة الحرافيش” التي كنت قد شرعت في قراءتها، وأنا أردد: اللهم سلامة ولا ندامة.. اللهم سلامة ولا ندامة.