كلام في الحجر الصحي يوميات يعدها الاستاذ محمد أكرم الغرباوي لاستقراء آراء فاعلين جمعيويين ، مثقفين ، رياضيين ، شراح مختلفة …ترصد تجربة الحجر . الحلقة 13 مع الأستاذة الإعلامية أمينة بنونة : كورونا رسالة الصمت . *** قبل ايام ،شهر أشهر كانت ل كل منا أمنية .. هدف ..يسعى لتحقيقه ينتظره منذ سنوات .. أمنية يتميز بها عن غيره ، فجأة تتغير الحياة رأسا على عقب،وساد الهدوء …صمت كل شيء… ضجيج المناسبات..ضجيج الأفراح .. ضجيج المشتريات..ضجيج السفر.. ضجيج المقاهي..ضجيج الإنشغالية.. ضجيج التباهي والمظاهر المبالغة.. ضجيج الكبرياء والتعالي.. وكأن السماء ملّت من هذا الضجيج… وكان لابد لفترة من الهدوء والصّمت.. فأتت رسالة صغيرة غير مرئية جعلت العالم يصمت..! كل العالم..الغني والفقير..المثقف والجاهل..الإجتماعي والمرفوض. جميعهم بلا تمييز..! رسالة تذكرنا بأن نشكر وأن نهدأ.. تذكرنا بأننا لاشيء مهما كبرنا أو وصلنا ..! أننا ضعفاء.. ووجدنا انفسا في الحجر الصحي تجنبا لكوفيد 19 فيروس لعين لا يرى بالعين المجردة لكنه فتاك ينتقل عبر رداد ويعشش في خياشم الأنسان ويتسلل في جسمه ببرودة ودون أي احساس سوى أن يسلبه حياته . فأدركنا جيدا معنى الأولويات في الأماني ، وأصبحت أمنية واحدة جعلت من الجميع سواسية من ناحية أهدافهم ، ف جميع الأهداف و الأمنيات الأخرى تأجلت .. الآن الأولوية ل أمنية واحدة .. و هي فقط عودة الحياة إلى سابق عهدها ، ف يا رب أنت القوي و نحن الضعفاء .. أنت القادر و نحن العاجزين .. ب قدرتك يا قادر إرفع عنا البلاء و أزل الشدائد عن قلوبنا .. حببنا في أيامنا الهادئة , ليس بالضرورة أن تكون سعيدة ومليئة بالتفاصيل , يكفينا الهدوء والسلام. ومع نسمات رمضان…التي أقبلت علينا… فاللهم وفقنا لصيامه.. وقيامه.. وأجعلنا ووالدينا من عتقائه من النار ..ياااارب.. ”شهرُ رمضان مُنبّهٌ ربانيٌ، للغافلِ أَن يستيقظَ، وللعاصي أَن يتوبَ، وللمُطيع أَن يزيدَ، وللجميع أَن يستغفروا ربَّهم، ويُجدّدوا العهدَ معه بالوفاء بميثاقِ العبودية الغليظ حتىٰ يأتيهم اليقين” وما يدرينا أن الله تعالى أراد رمضان هذه المرة لِروحُنا وَقلبُنا ، أراد أن يُخلصنا مِن الفوضى ، ويُسلمنا من الشتاتِ ، ويُعيدنا إليه من جديدٍ ! تفاءَلوا لِعلَّه مِيلادُنا في الحياة من جديد .