___________ في مرحلة الثانوي كنا نحن التلاميذ نحب الحب والأدب والفلسفة ، في كثير من الأحيان نتنافس على الزعامة فيما بيننا نحن الأصدقاء.أذكر أن البوادر الأولى لهذه اللوثة قد بدأت مع مرحلة الإعدادي حينما بدأنا نقرأ لسلامة موسى وطه حسين والمنفلوطي ( الذي زاد من منسوب عواطف الجميع ) ومقالات أخرى متفرقة في مجلة العربي التي كانت في متناول الكثير منا .لا أخفي أن البعض منا كان عاشقا للفلسفة، ولذلك تجده – في كثير من الأحيان – محط إعجاب أساتذة وصديقات كن يطلبن منه المذاكرة معهن في هذه المادة. وبين المادية الجدلية والبنيوية والمثالية كانت تحصل لدى البعض حكايات حب – شأنهم في ذلك شأن باقي المراهقين – لا تنتهي إلا بانتهاء السنة الدراسية . ومن طرائف هذه الحكايات، أذكر أن أحد الأصدقاء، وبعد أن لاحظ انقطاع حبيبة عمره عن الدراسة، وأمام العدم الذي تركته هذه الفراشة بعد أن حلقت عاليا بعيدا عن الوجود ، لم يجد صاحبنا بدا من مراسلة والدها يدعوها من خلال رسالته المجهولة إلى ضرورة إعادة ابنته إلى الدراسة في آقرب الآجال. ومن الطرائف الأخرى، أن أحدهم كان يبرم صداقات جديدة مع زملاء الأحياء الأخرى – بعد انقضاء السنة الدراسية – كي يتملى بطلعة حبيبته. وأنا أتذكر هذه الأخبار، وجدتني أتساءل: – هل ما زال الحب يمشى على الأرض ؟