في شهر رمضان من سنة 1989، ألقى العلامة حسن بن الصديق، أحد علماء الزاوية الصديقية الغمارية، درسا في موضوع “الدين بين الإتباع والإبتداع”. كان الدرس فتحا مبينا بالنسبة لعدد من المنتسبين للزاوية الصديقية، ولعائلة (بنكيران) في مدينة القصر الكبير، والمرتبطين بها عائليا ومعرفيا كآل (الوهراني) وآل (اليعقوبي) وآل (الجباري)، بغض النظر عن حيثيات وظروف ومآلات الدرس. كنا، حينها، نحن ( مجموعة تلاميذ الحاج الصادق بنكيران)، أطال الله في عمره، في مقتبل العمر والعلم والمعرفة، وكنا نجالس العلامة (الحسن بن الصديق) في كثير من المناسبات، لاعتبار علاقة المصاهرة التي تجمعه بآل بنكيران، كما كنا ننبهر بشخصيته الجميلة، ثم لسعة علمه وقدرته على التوصيل والإقناع. من بين هؤلاء الذين كانوا يتحلقون حول العلامة (الحسن بن الصديق)، وكان في المقدمة دائما، (السي محمد بنكيران)، التزاما وانضباطا وانتباها وإنصاتا… يدور الزمن دورته، ويتوفى الله العلامة (الحسن بن الصديق)، ويبرز داخل حلقة مجموعة تلاميذ الحاج الصادق بنكيران علماء ومفكرين وقضاة وأدباء ورجال أعمال، منهم، في مجال علم الحديث، (السي محمد بنكيران). في رمضان سنة 2019، يمعن الزمن في دورانه، ويستطيع (السي محمد بنكيران)، بعلمه وصيته وكده واجتهاده، أن يخلف العلامة الحسن بن الصديق في الوقوف أمام ملك البلاد لإلقاء درس رمضاني باقتدار كبير، وهي مرتبة ودرجة لا ينالها إلا الراسخون في العلم.