تاريخ طنجة يزخر بأسماء تركت بصمتها القوية في مجال العلوم الشرعية، و نذكر اليوم العلامة المُحدث عبد العزيز بن الصديق الغماري، المعروف بتوجهه الصوفي و مكوثه في الزاوية الصديقية خصوصا في أيامه الأخيرة. ولد العلامة عبد العزيز بن الصديق عام 1901م، الموافق لعام عشرين و ثلاث مئة و ألف من الهجرة، بشمال المغرب، تربى في حُضن والده الذي سخر جهوده في نُصح إبنه و إرشاده آملا أن يثلج صدره في المستقبل، فقد حفظه القرآن الكريم في صغره، وحفزه لطلب العلم. بعد وفاة الوالد، سافر الشاب عبد العزيز إلى القاهرة، قصد حجز مكان في جامعة الأزهر ليأخذ العلم من أكابر علماء الأمة، خصوصا في علم الحديث الذي نال إعجابه، فتدرج فيه و تمكن منه شيئا فشيئا. بعد إثني عشر عاما، عاد إلى طنجة، واشتغل بالتدريس والخطابة و ملازمة الزاوية الصديقية مع الاشتغال بالذكر والأوراد، و لا زال صيته مُذاع حتى الآن بالوسط العلمي بطنجة، من خلال أبنائه الذي يسيرون على خطى أبيهم رحمه الله.