عين الأستاذ معاذ بن الصديق نقيبا لزاوية الصديقية بطنجة ، خلفا للعلامة الراحل سيدي حسن بن الصديق الذي كانت المنية قد وفته يوم الأحد 06يونبو2010 ، حيث ظل منصب النقيب شاغلا ، وكان يقوم به بالنيابة إبنه علي ابن الصديق ، الوافد الجديد على رأس الزاوية الصديقية من الكفاءات العلمية الشابة حيث يشتغل أستاذ في سلك التعليم العمومي ، وله عدة إسهامات في علم الفقه و الشريعة ، ويعلق المنتسبون لهذه الزاوية بأن يعمل النقيب الجديد على جمع شمل العائلة الصديقية التي عرفت في عهد النقيب بالنيابة عدة إنزلاقات وصفت بالخطيرة ، خاصة في الشق المتعلق بالتسيير المالي. ومعلوم أن الزاوية الصديقية التي تتواجد بالمدينة القديمة بطنجة، أنشأها محمد بن الصديق، وترأسها بعد وفاته ابنه الأكبر احمد بن الصديق الغماري، و يقول المؤرخون أن هذه الزاوية لعبت دورا كبيرا في نشر التشيع والتصوف بالمغرب، والطريقة الصديقية فرع من الزاوية الشاذلية الصوفية، فكانت الزاوية الصديقية ممثلة في شيخها الإمام سيدي محمد بن الصديق رضي الله عنه، ممن أعلى راية الجهاد والكفاح ضد الاستعمار الأجنبي في طنجة ومنطقة الشمال ككل ، والنضال من أجل دحْض مخططاته الصليبية التي ترمي لكسر وحدة الصف المغربي ومسخ هويته الإسلامية المتغلغلة في نفوس أبنائه، فكان يؤدي واجبه الشرعي في الجهاد على واجهتين، ذلك أنه كان يعمل على تعبئة الصفوف للقيام في وجه العدو المحتل، وتوعية الناس في الخطب والدروس بالخطر الذي يشكله الاستعمار على دينهم وهويتهم العربية. ومن واجهة أخرى كان يقوم بتحميس المقاتلين من أهل الجهاد في مناطق القتال لأجل شد عضدهم، وتوحيد كلمتهم حتى لا يضعفوا وتخور عزائمهم، ثم بِمَدِّ المجاهدين في القرى والجبال بالأموال التي يجمعها لهم من القبائل والمدن لشراء ما يلزمهم من سلاح وعتاد ، بذكر أن العلامة الراحل الأستاذ الحسن بن الصديق ولد بمدينة طنجة سنة 1345 ه - 1926 م، وتعلم المبادئ الأولية للقراءة والكتابة بزاوية والده، وحفظ القرآن على يد الفقيه "محمد المصوري" رحمه الله، وأتم حفظ القرآن مع بعض المتون العلمية المعروفة وعمره لم يتجاوز 13 سنة. ثم تفرغ لدراسة العلوم الشرعية، فجالس شيوخ العلم والإقراء بمدينة طنجة، والتحق بالمعهد الديني التابع للمسجد الأعظم بطنجة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة التحق بجامع القرويين، وتخرج منه متوجا بما يعادل الشهادة العالمية، وفي فاس جلس إلى كبار شيوخها وعلمائها واستجازهم وانتفع بهم كثيرا. وللراحل العديد من المؤلفات، منها: التبيان لحجة عمل الإخوان في توحيد صوم رمضان (مطبوع). وسلسلة دروس ومحاضرات طبع الجزء الأول منها، ويشتمل هذا الجزء على الموضوعات الآتية: التصوف وأثره في نشر العلم والمعرفة، وتكريم الإسلام للمرأة، وفضل ليلة القدر، والشفاعة الكبرى. وله أيضا مجموعة من الفتاوى والنوازل في مختلف الموضوعات كانت ترد عليه من داخل المغرب وخارجه.وقد عمل المرحوم الحسن بن الصديق رئيسا للمجلس العلمي المحلي لطنجة لعدة سنوات