فقد المغرب نهاية الأسبوع الماضي، الشيخ الحسن بن الصديق الغماري الطنجي، بعد أن وافته المنية بمسقط رأسه مساء الأحد 6 يونيو 2010 على إثر غيبوبة في المستشفى استمرت عدة أيام، وتم تشييع جنازة الفقيد أمس الاثنين بمسقط رأسه؛ مدينة طنجة، مباشرة بعد صلاة الظهر. وولد الراحل بمدينة طنجة سنة 1926، وكانت البداية بزاوية والده، حيث تعلم المبادئ الأولية للقراءة والكتابة، وحفظ القرآن على يد الفقيه "محمد المصوري" رحمه الله، قرأ عنه خمس ختمات باللوح، وعليه أخذ القرآن الكريم إخوانه عبد الله والزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز رحمهم الله، وأتم حفظ القرآن مع بعض المتون العلمية المعروفة وعمره لم يتجاوز 13 سنة، كما ثم تفرغ لدراسة العلوم الشرعية، فجالس شيوخ العلم والإقراء بمدينة طنجة، والتحق بالمعهد الديني التابع للمسجد الأعظم بطنجة، وهم بالذهاب إلى فاس التي كانت في ذاك العهد زاخرة بالعلماء الأفذاذ، ومقصد طلبة العلم من جميع الأصقاع، غير أن الظروف لم تكن مساعدة (فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1945 م)، وبعد انتهاء الحرب مباشرة التحق بجامع القرويين، وتخرج منه متوجا بما يعادل الشهادة العالمية، وفي فاس جلس إلى كبار شيوخها وعلمائها واستجازهم. ومارس الفقيد الإرشاد التربوي بإذاعة طنجة لمدة عشر سنوات (من 1953 إلى 1963 )، وكان عضوا بالمجلس العلمي الأول بطنجة لعدة سنوات، كما مارس الفقيد رحمة الله عليه الإفتاء بالتلفزة المركزية في البرنامج المشهور "ركن المفتي" لعدة سنوات، ويعد أحد أشهر وجوه هذا البرنامج الديني، وعين كذلك رئيسا للمجلس العلمي بطنجة، وعين بظهير شريف نقيبا للشرفاء الصديقين وبني عبد المومن، وبمزاولة الإشراف على الزاوية الصديقية. ومن أهم أعماله، التبيان لحجة عمل الإخوان في توحيد صوم رمضان، سلسلة دروس ومحاضرات، ويشتمل هذا الجزء على الموضوعات الآتية: التصوف وأثره في نشر العلم والمعرفة، تكريم الإسلام للمرأة، فضل ليلة القدر، الشفاعة الكبرى، ديوان خطب الجمعة، وأخيرا، مجموعة من الفتاوى والنوازل في مختلف الموضوعات كانت ترد عليه من داخل المغرب وخارجه.