وافت المنية مستشار جلالة الملك عبد العزيز بلفقيه مزيان، بمستشفى الشيخ زايد بالرباط مساء أمس الأحد 9 مايو 2010، بعد مرض لم ينفع معه علاج، حيث كان يرقد بقسم العناية المركزة بنفس المستشفى خلال الأسابيع الماضية، وكان جلالة الملك يتتبع شخصيا حالته الصحية، المستشار الملكي الذي كان له الفضل في ولوج عدد كبير من المهندسين إلى مجموعة من مناصب المسؤولية في مختلف القطاعات الوزارية وعلى رأسها وزارة الداخلية، نقل مرات عديدة إلى فرنسا من أجل العلاج ، وكان آخر سفر للمرحوم مزيان بلفقيه إلى فرنسا قبل ستة أشهر عندما رقد بأحد المستشفيات بباريس ، ليعود مجددا للمغرب ويستأنف أنشطته العادية .. وقد أعرب جلالة الملك محمد السادس لعائلة الفقيد عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته. وتجري اليوم مراسيم تشييع جنازة الفقيد، بمسقط رأسه بمدينة تاوريرت، بعد صلاة الظهر. كان يعرف أن المغرب بلد جاف أو شبه جاف، لذلك اهتم بالماء كثيرا، وكان يعرف أن سياسة بناء السدود أشرفت على نهايتها، لذلك كان يكرر كثيرا علينا أن ننطلق عاجلا في تحلية ماء البحر ليس لأننا بحاجة إليه الآن ولكن لاكتساب الخبرة وتراكمها .. له نظرة خاصة لبعض الاطر المخبأة في المكتب . كان يردد أن المهندس عليه الخروج من وزارة التجهيز التي ترعرع فيها ووقف على أدق خباياها. ويقول: « يمكن أن تسير بأقل عدد في الاطر المتوفرة عليها الآن»، لذلك سعى الى تعيين ثلة منهم لدى الادارة الترابية.. لم يتفهم إعادة تعيينه وزيرا بوزارة التجهيز من طرف المغفور له الحسن الثاني وقال بكل صراحة: «وزارة التجهيز ليست بحاجة إلي، لكن يمكنني أن أخدم بلادي في وزارة الفلاحة..». ويضيف «منذ أن عينت وزيرا للفلاحة خلفا للسيد عثمان الدمناتي ، كنت أستقل الطائرة نهاية كل أسبوع وأذهب إليه في اكادير ليحدثني عن مشاكل الفلاحة وعن خبرته في هذا الميدان..». وبوفاة مزيان بلفقيه، يكون المغرب قد فقد أحد رجال الدولة الأقوياء، الذي ترك بصمات بارزة في عدد من القطاعات الوزارية التي تحمل فيها المسؤولية . ونظرا للخبرة الميدانية والحنكة والكفاءات التي كان يتوفر عليها الراحل، والتجربة الكبيرة في تناول الملفات الكبرى، عينه جلالة المغفور له الحسن الثاني في 24 أبريل 1998 مستشارا بالديوان الملكي . وحين أراد جلالة المغفور له الحسن الثاني شخصية وطنية عليها نوع من الاجماع، وتتوفر على عدة معايير ومقاييس تتناسب وحجم المسؤولية التي سيتقلدها، تم تعيينه في ثالث مارس 1999 من طرف جلالة المغفور له الحسن الثاني رئيسا للجنة التي عهد إليها باقتراح مشروع لإصلاح نظام التربية والتكوين. ويذكر أن المرحوم عبد العزيز مزيان بلفقيه ، ازداد سنة 1944 بمدينة تاوريرت، وحصل على دبلوم مهندس مدني من المدرسة الوطنية للقناطر والطرق، ودبلوم مهندس من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بليون، وعلى شهادة الدروس المعمقة في الميكانيك الصلب (باريس) ودبلوم الدراسات العليا في تدبير المشاريع (جامعة ليل). مزيد من التفاصيل عن حياة الراحل بصفحة «خاص»