وصلت حصيلة قتلى الأمطار الطوفانية التي ضربت ليلة أمس المغرب 37 قتيلا، فيما حصرت وكالة المغرب العربي للأنباء عدد القتلى في 18 شخص. ولقي 29 شخصاحتفهم غرقا داخل حافلة لنقل العمال صباح أمس الثلاثاء بأحد الأودية بضواحي مدينة بوزنيقة، فيما تمكن راكب واحد من النجاة بعد أن تمكن من الإمساك بغصن نخلة، وتم إنقاذه من طرف بعض المواطنين الذين عاينوا الحادث. كما جرفت مياه الواد أحد أفراد الوقاية المدنية برتبة (أجودان) (ليوني) كانوا في طريقهم لنقل العمال والعاملات إلى منازلهم بضواحي مدينة بوزنيقة والمحمدية على الطريق الوطنية رقم واحد في حدود الساعة السادسة صباحا وبعد انتهاء العمال من فترة عملهم الليلية. كما أدت الأمطار الغزيرة، التي ضربت العاصمة الاقتصادية ليلة أمس بقوة، إلى وفاة شخصين، الأول بمنطقة عين السبع بعد أن هوت به دراجته النارية بإحدى بالوعات المياه العادمة، و الثاني مشرد تم انتشال جثته من تحت قنطرة بالحي المحمدي. كما أدت إلى فقدان ثلاثة أشخاص بمنطقة زناتة بعين حرودة. وقد أعلنت حالة طوارئ بالمدينة إثر تعطل حركة السير وتوقف العمل بجل المصالح الإدارية وإغلاق المدارس، في الوقت الذي تكبدت جل المؤسسات الصناعية والتجارية والخدماتية خسائر كبرى. ورفعت السلطات أهبة الاستعداد بعد توصلها بمعلومات عن ارتفاع منسوب واد بوسكورة، الذي من شأنه أن يغمر العديد من المؤسسات الحيوية الكبرى بالمدينة. وتسببت الفيضانات، التي أحدثتها التساقطات الغزيرة، إلى انقطاع التيار الكهربائي بالعديد من المؤسسات الحيوية بالمدينة، منها مصلحة الدياليز بمستشفى 20 غشت غمرت المياه جزءا منها وهو ما يمثل خطورة على مرضى القصور الكلوي. كما توقفت مصلحة عمليات الجراحة بالمستشفى الجامعي ابن رشد. الأمطار القوية التي ضربت عددا من المناطق المغربية تسببت في وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة بإقليم خنيفرة، فيما أصيب اثنان بجروح بعدما انهار عليهم سقف منزلهم الطيني في الجماعة القروية للهري التابعة للإقليم. وبإقليم الحسيمة تم أول أمس انتشال جثة شخص، فيما اعتبر ستة آخرون في عداد المفقودين بعد أن جرفتهم مياه أمطار غزيرة مصحوبة بالتربة على الطريق المحاذية لأحد الأودية وهم على متن سيارة. ويضع سكان دور الصفيح وقاطنو الدور الآيلة للسقوط بكل من فاس ومكناس والدارالبيضاء وضواحي العاصمة ومنطقة الغرب أيديهم على قلوبهم خشية وقوع السيناريو الأسوء، وانهيار المنازل عليهم، في ظل حالة التجاهل التي ميزت تعامل المنتخبين ومسؤولي السلطة المحلية مع مطالبهم بإيجاد بدائل حقيقية لسكنهم وترحيلهم من المنازل الآيلة للسقوط والمدعمة في مدينة فاس على سبيل المثال بالخشب. وبلغ معدل الأمطار التي ضربت منطقة الدارالبيضاء والمحمدية وبوزنيقة أكثر من 150 ملم.