سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصرع شخصين و فقدان ثلاثة و إعلان حالة الطوارئ تحسبا لفيضان واد بوسكورة في البيضاء 12 ساعة من الأمطار تشل الحركة بالبيضاء و ليديك تعجز عن فك الحصار عن الغرقى
أدت الأمطار الغزيرة، التي ضربت العاصمة الاقتصادية ليلة أمس بقوة، إلى وفاة شخصين، الأول بمنطقة عين السبع بعد أن هوت به دراجته النارية بإحدى بالوعات المياه العادمة، و الثاني مشرد تم انتشال جثته من تحت قنطرة بالحي المحمدي. كما أدت إلى فقدان ثلاثة أشخاص بمنطقة زناتة بعين حرودة. وقد أعلنت حالة طوارئ بالمدينة إثر تعطل حركة السير وتوقف العمل بجل المصالح الإدارية وإغلاق المدارس، في الوقت الذي تكبدت جل المؤسسات الصناعية والتجارية والخدماتية خسائر كبرى. ورفعت السلطات أهبة الاستعداد بعد توصلها بمعلومات عن ارتفاع منسوب واد بوسكورة، الذي من شأنه أن يغمر العديد من المؤسسات الحيوية الكبرى بالمدينة. وتسببت الفيضانات، التي أحدثتها التساقطات الغزيرة، إلى انقطاع التيار الكهربائي بالعديد من المؤسسات الحيوية بالمدينة، منها مصلحة الدياليز بمستشفى 20 غشت غمرت المياه جزءا منها وهو ما يمثل خطورة على مرضى القصور الكلوي. كما توقفت مصلحة عمليات الجراحة بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وأمضى مواطنون بكل من الحي الصفيحي بالهراويين وسيدي معروف وعين الشق ومبروكة ليلتهم في العراء بعد أن غمرت المياه منازلهم. كما انهار جزء من قنطرة 2 مارس، مما تسبب في توقف حركة السير بملتقى أنوال (شارع 2 مارس والفداء. وهرع سكان إقامة المغرب العربي بحي بورنازيل بمقاطعة مولاي رشيد إلى الشارع بعد أن أحسوا بالعمارة تهوي نحو الأسفل. وعرت التساقطات المطرية بمدينة الدارالبيضاء واقع البنيات التحتية الهشة، إذ سجل اختناق وانفجار قنوات الصرف الصحي، التي لم تستوعب كميات المياه المتدفقة. ورغم الاتصالات المتكررة للسكان والمنتخبين بمصالح ليديك المفوض لها تدبير قطاع التطهير بالمدينة، فقد عجزت هذه الأخيرة عن التدخل، فيما استعان مسؤولو الولاية بمصالح الوقاية المدنية. كما لجأت ولاية الأمن إلى الاستعانة بخدمات عبد اللطيف الشامي، رئيس المنطقة الحضرية بالمحمدية لتنظيم حركة المرور بها، واضطر شبان إلى تقديم المساعدة للمواطنين وفتح بعض الممرات لتصريف المياه. وتكبدت المحلات التجارية والمقاهي بوسط المدينة خسائر مادية كبرى، فيما جرفت المياه الحواجز والآليات، التي وضعتها شركة الترامواي البيضاء. كما جرفت المياه حاويات جمع الأزبال والسيارات.وغمرت المياه دائرة الشرطة بسيدي معروف والمحكمة التجارية بالبيضاء والمحكمة الابتدائية بأنفا، فيما تسربت المياه إلى محكمة الاستئناف بالألفة. وفي السياق ذاته، نظم سكان حي مبروكة بمقاطعة سيدي عثمان وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة للمطالبة بالتدخل وفك الحصار عنهم. وحاصرت المياه سكان دوار أولاد حميدة بدار بوعزة بإقليم النواصر ودوار بيه بالحي المحمدي. وغير بعيد عن مدينة البيضاء، تحول مقر عمالة برشيد بجهة الشاوية إلى بركة مائية، إذ حاصرت السيول حي الإمارات بمدينة برشيد وشوارع المدينة. كما جرفت مياه الفيضانات جثث الموتى بإحدى المقابر الموجودة بمنطقة حد السوالم. وتكبد مواطنون بمنطقة البئر الجديد خسائر كبرى بعد أن أتلفت المياه أثاثهم المنزلي، وهرع مواطنون إلى الشارع، في حين سجل غياب للسلطات المحلية. وبلغت كميات التساقطات المطرية بالبيضاء أرقاما قياسية، إذ تجاوزت ما بين الساعة السادسة من مساء أول أمس الاثنين إلى حدود الساعة السادسة من صبيحة أمس الثلاثاء (12 ساعة) حوالي 178 ميلمترا، حسب ما أفادت به مديرية الأرصاد الجوية. وأدت هذه التساقطات الناتجة عن سحب ركامية إلى اختناق حركة السير وتعطيل الدراسة وانقطاع الكهرباء بجل أحياء المدينة، مما تسبب في توقف العمل بمجموعة من المحطات الإذاعية. كما توقفت خدمات اتصالات الهاتف والفاكس والإنترنيت.