أدت التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت على عدة مناطق بالمملكة، أول أمس الإثنين وأمس الثلاثاء، إلى مقتل 31 شخصا، وإصابة آخرين بجروح، فيما لايزال البحث جاريا عن عدد من الأشخاص اعتبروا في عداد المفقودين بعدد من المدن التي تم كذلك تسجيل أضرارا وخسائر مادية هامة بها. فقد بلغت حصيلة حادثة السير التي وقعت صباح أمس الثلاثاء بين مدينتي المحمدية وبوزنيقة 24 قتيلا، وهو الحادث الذي نجم عن الفيضانات التي عرفها وادي (الشكيك)، حيث جرفت المياه حافلة كانت تقل عددا من الأشخاص. وبإقليم خنيفرة، لقي طفل في سن ال13 مصرعه اليوم إثر سقوطه في مجرى مائي بمدينة خنيفرة التي تعرف تساقطات مطرية قوية ومتواصلة، بينما لقي ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة حتفهم وأصيب اثنان آخران مساء أول أمس في حادث انهيار سقف منزل طيني في الجماعة القروية للهري التابعة للإقليم . وبتيفلت، لقيت فتاة حتفها صباح أمس غرقا بعد محاولتها عبور قنطرة فوق وادي (عوينة موجان) الذي يفصل بين دوار دراعو وحي الأمل بدائرة تيفلت. وقد وقع هذا الحادث عندما جرفت مياه الوادي الضحية التي حاولت عبور قنطرة الوادي التي غمرتها المياه بسبب الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة حاليا. وبسلا، لقي شخص يبلغ من العمر 35 سنة مصرعه في الساعات الأولى من صباح أمس جراء انهيار جزئي لسقف أحد المنازل بالمدينة العتيقة بسلا، نتيجة التساقطات المطرية التي تهاطلت على المدينة. وبالحسيمة، تم مساء أول أمس انتشال جثة شخص، فيما اعتبر ستة آخرون في عداد المفقودين بعدما جرفتهم مياه أمطار غزيرة مصحوبة بالتربة على الطريق المحاذية لأحد الأودية وهم على متن سيارة حسب مصالح الوقاية المدنية. وقد وقع الحادث على مشارف دوار مزوز بالجماعة القروية بني أحمد إموكزن على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين الحسيمة وتاونات . وبطنجة، أعلنت القيادة الجهوية للوقاية المدينة بولاية طنجة تطوان أن شخصا اعتبر في عداد المفقودين جراء سيول قوية لواد امريجات بدائرة مقريصات بإقليم وزان جراء التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها المنطقة طيلة يوم أول أمس. وأوضح المصدر ذاته أن عناصر الوقاية المدنية لم تتمكن من إنقاذ الضحية الذي قد تكون جرفته السيول حينما كان يهم بعبور واد امريجات نحو الضفة المقابلة. أما بإقليم شفشاون، فقد تمكنت عناصر الوقاية المدنية من إنقاذ ثلاثة أشخاص من موت محقق جراء السيول الجارفة، حيث انتشلت أحدهم من وادي سيي فلاو بمنطقة الدردارة (9 كلم عن شفشاون)، فيما أنقذت الشخصين الآخرين بوادي إفراتن بمنطقة تلمبوط بقيادة بني أحمد. وليلة الاثنين- الثلاثاء، تم انتشال شخص عزلته بركة مياه تكونت جراء التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها منطقة بني سعيد التابعة لدائرة واد لاو بإقليم تطوان. وإلى جانب الخسائر البشرية، تم تسجيل خسائر مادية هامة، حيث تضررت البنية التحتية الطرقية وتم تسجيل اضطراب على مستوى النقل السككي والجوي بسبب كمية الأمطار القياسية التي تهاطلت على عدد من مناطق المملكة، فضلا عن تضرر ممتلكات المواطنين الذين غمرت المياه مساكنهم. وعلى صعيد آخر تسبب الأمطار الغزيرة في إغلاق عدد من الطرق السيارة والوطنية والجهوية أمام حركة السير، فيما أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية عن اضطراب حركة القطارات إثر توقف مؤقت لحركة النقل بين مدينتي الدارالبيضاءوالرباط. كما أعلن المكتب الوطني للمطارات أن الطريق السيار وخط السكة الحديدية الرابطين بين مطار محمد الخامس والدارالبيضاء توقفت حركة السير بهما بسبب التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها جهة الدارالبيضاء الكبرى. وتبذل السلطات المحلية والمصالح المختصة بمختلف المناطق المعنية، منذ أول أمس، جهودا كبيرة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، عبر توظيف مختلف الإمكانيات المادية والبشرية . وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية أن تعرف الحالة الجوية تراجعا تدريجيا في مستوى التساقطات من الأمطار اليوم لتستقر في الشمال يوم الأربعاء، ثم تنخفض تدريجيا بعد غد لتحدث انفراجات جوية واسعة يوم الجمعة القادم. إلى ذلك أعربت فرنسا مساء أمس الثلاثاء عن تعازيها لضحايا سوء الأحوال الجوية بالمغرب، وعن تضامنها مع السلطات المغربية. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، في بيان له،" تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ حادثة السير التي تعرضت لها الحافلة وحادث انهيار منزل في جنوبالرباط اليوم جراء الأمطار القوية، واللذين أوديا بحياة أزيد من عشرين شخصا حسب حصيلة مؤقتة ". وأضاف المتحدث أنه " في ظل هذه الظروف المأساوية تبعث فرنسا بتعازيها لأسر وأقارب الضحايا وتؤكد للسلطات المغربية تضامنها".